أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

الإمارات.. ابتكار الآباء المؤسسين

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 29-11-2015

لا يمكن أن ينتهي عام الابتكار دون المرور على تجربة دولة الإمارات السياسية باعتبارها أحد أهم ابتكارات القرن العشرين. فلو تمعنا في التعريف الفعلي للابتكار لوجدنا أنه «التفكير في حلول لمشكلة ما تهم البيئة أو المجتمع ويستفيد منها أكبر قدر من الناس. فإيجاد الحل ومن ثمة تطبيقه بنجاح هو الابتكار الحقيقي».

هذا التعريف ينطبق على خطوات تأسيس دولة الإمارات. فدولة الإمارات لم تكن استحضاراً لأي تجربة سياسية معاصرة أو استنساخاً لتجربة غربية كما يظن البعض بل تجربة مستوحاة من ظروف البيئة المحلية سياسياً واجتماعياً. فهي ليست دولة فيدرالية أو كونفيدرالية بل هي نتاج تفكير الآباء المؤسسين للوضع في المنطقة بعد الانسحاب البريطاني.

لذا يمكن النظر إليها كأحد أهم الابتكارات السياسية التي طورها الآباء المؤسسون حين كانت الظروف السياسية آنذاك تتطلب وجود كيان يلم شمل تلك المشيخات الصغيرة ويوحدها. وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية كانت تفضل إنشاء نوع من الوحدة إلا أنها لم تكن مدركة لنوعية ذلك الكيان.

فالظروف في المنطقة لم تكن بالسهولة التي تصورتها بريطانيا، فلم تكن مقومات نجاح الاتحاد كالمؤسسات السياسية أو البنية التحتية موجودة. كما أن الظروف الإقليمية المحيطة بالدولة الجديدة لم تكن معقدة فحسب بل بالغة الدقة والحساسية. لذلك فولادة كيان اتحادي في هذه الظروف ودون الأخذ بالاعتبارات الموجودة في المنطقة لم يكن بالأمر السهل.

ولكن على الرغم من كل الصعوبات إلا أن عزيمة الآباء المؤسسين كانت أقوى. فتلك العوائق لم تثنيهم من المضي في ابتكارهم الذي صمموا عليه ألا وهو خلق كيان سياسي يلبى احتياجات أهل المنطقة وتكون لديه القدرة على البقاء والاستمرارية.

إعلان قيام الاتحاد يوم 2 ديسمبر 1971 كان الولادة الحقيقية للكيان الاتحادي، ولكن ذلك لا يعني أن الاتحاد ولد قوياً. فالصعوبات التي يواجهها أي كيان وليد بدأت تظهر حالما رفرف علم الاتحاد على المباني الحكومية. فغياب البنية التحتية والمؤسسات الاتحادية ومنها الجيش الموحد بدأت كعقبة كأداة في طريق الاتحاد الشمولي الذي يتمناه الآباء المؤسسون.

وما أن مضت السنوات الخمس الأولى حتى تكشفت مجموعة أخرى من التحديات التي لا بد من تخطيها لكي يجتاز الاتحاد مرحلة التكوين إلى مرحلة التمكين. ولكن تلك التحديات ما لبث أن تم التغلب عليها ليثبت الاتحاد للعالم أنه قادر على البقاء والاستمرارية على الرغم من كل الصعوبات والتحديات.

لم ينتهِ دور الآباء المؤسسين مع قيام الدولة بل ازداد دورهم رسوخاً أثناء المرحلة الانتقالية للمجتمع من القبيلة إلى الدولة. فمجتمع الإمارات القبلي الذي لم يعرف ولاءً إلا لشيخ القبيلة أصبح عليه نقل الولاء إلى الدولة الاتحادية، وهنا برز دور الآباء المؤسسين المساند للدولة القومية. فلولاهم لما أصبحت تلك النقلة تدريجية وسلسة.

إن دولة الإمارات منذ قيامها وحتى الآن تقدم كل يوم أمثلة حية على الابتكار والتعايش في عالم متغير ومتطور. فلولا الابتكار في أساليب الإدارة والابتكار في أنماط المعيشة ..

وفي الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية والبشرية والاستفادة القصوى من ذلك التنوع الموجود في الإمارات لما حازت الإمارات هذه المكانة التي تحتلها اليوم. وفي كل هذا كان للآباء المؤسسين دور مهم في ترسيخ قيم الولاء والانتماء للدولة الاتحادية.

فهم من وقف إلى جانب هذا الكيان كالطود حتى اشتد عوده وترسخ بنيانه، وهم الشعلة التي احترقت لتنير لأجيال اليوم الطريق، وهم من رسم لأجيال الغد خارطة الطريق التي سوف يسيرون عليها. فالقيم الإماراتية التي قام عليها مجتمع الإمارات رسخها وعززها الآباء المؤسسون ومن عاصرهم من جيل نهل من منهجهم الفكري وتمترس في حصون عقيدتهم الراسخة بأهمية وجود الاتحاد. ولذا فإن الاتحاد بالنسبة لهم لم يكن فقط قضية بلد وحدود بل قضية وطن ووجود.

إن الإمارات وهي تحتفل اليوم بمناسبة يومها الوطني الرابع والأربعين تبدو أكثر قوة ورسوخاً وتميزاً وابتكاراً. فمسيرتها الحالية يرعاها جيل متمرس من الأبناء المؤسسين الذين نهلوا من مدارس الآباء وأقسموا على السير على خطاهم. وتحت رعاية الأبناء المؤسسين يسير شعب الإمارات من تقدم إلى آخر وتحت قيادتهم يعبر مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين.