أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

سقوط الطائره كشف نوايا بوتن.. تماما

الكـاتب : طلعت رميح
تاريخ الخبر: 27-11-2015


جاءت واقعة تصدي الطيران الحربي التركي للطائرات الروسية وإسقاط إحداها،لتكشف الأبعاد الاستراتيجية الكاملة والأهداف الحقيقية لقرار بوتن بإرسال قواته لقتل الشعب السوري وإجهاض ثورته. لقد سرعت عملية إسقاط الطائرة من تطور الأحداث على الأرض السورية وبشأن قضايا الثورة،وهي غيرت اتجاه حركة الأحداث أيضا، بأن أدخلت بعدا دوليا وإقليميا للصراع العسكري المباشر-يظهر لأول مرة - بين دول داعمة لبشار وأخرى داعمة للثوار ورافضة لبقاء بشار في السلطة،لكنها كشفت الأهم،وهو أن قرار بوتن بإرسال جيشه إلى سوريا، لم يكن له هدف واحد يتعلق بدعم نظام بشار،كما لم يكن قرارا طارء يرتبط بتطورات المعركة على الأرض السورية لمصلحة الثوار،بل كان قرارا يحمل حركة استراتيجية ذات مروحة واسعة من الأهداف في سوريا والإقليم وعلى صعيد المصالح والإدارة الروسية للصراع الدولي. كان حدث إسقاط الطائرة كبيرا وذو طبيعة استراتيجية أبعد من فكرة اشتباك بين طائرتين.وهو أظهر مدى إدراك الإدارة السياسية في تركيا للدور الاستراتيجي لتلك البلاد، ولمصالحها في الإقليم بما في ذلك قرارها بالدفاع عن الأقليات التركمانية خارج تركيا، كما كشف إدراكها ووعيها بأهداف الحضور العسكري الروسي على حدودها،وهو ما دفعها لاتخاذ هذا القرار الخطير،والخطير للغاية، بالدخول في مجابهة عسكرية،كان يمكن أن تكون لها تداعياتها الخطيرة للغاية على السلم الدولي كله. لكن الأهم، أن إسقاط الطائرة كشف أهداف بوتن الاستراتيجية من قرار إرسال طائراته لسوريا،إذ جاءت ردود فعله،كاشفة لنواياه وأهدافه على نحو لم يكن ممكنا أن يظهر إلا تحت ضغط من حدث كبير.فبوتن أرسل جيشه ليتحول من حالة التأثير عن بعد في سياسات الإقليم إلى حالة السيطرة بالقوة ولعب دور مباشر بقوته العسكرية لتغيير اتجاه حركة الأحداث والصراع لمصلحة روسيا من فوق الأرض مباشرة.وهنا جاء سقوط الطائره ليكشف استهدافه لتركيا باعتبارها الدولة الأقوى في مواجهة خطته ولحفاؤه. كان انتهاك طائرات روسيا لسيادة تركيا عملا استفزازيا مقصودا مثله مثل تركيز القصف على مناطق التركمان قرب حدودها. بوتن شكل تحالفا عسكريا استراتيجيا مع إيران والنظامين الطائفيين في العراق وسوريا كقوة قتالية على الأرض لتحقيق سيطرته،كما تحول من فوره إلى بناء قواعد واضحة للعلاقات والتعاون مع إسرائيل، وبذلك لم يعد هناك سوى تركيا في الطرف المتماس مع سوريا.وهو حضر بقواته ليكون بديلا للدور والسيطرة أو الهيمنة الأمريكية– دون صدام مع الأهداف الأمريكية ولو مؤقتا- واختار لحظة انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية من البحر المتوسط ليكثف جهده العسكرى ويستعرض عضلاته. وهو أراد أن ينهي وحدة الغرب (ويضعف ضغوطه) بعد احتلاله في اوكرانيا تحت ضغط وجوده ودوره في الشرق الأوسط ضمن منظومة الحرب على داعش،ولذا بدا متعاونا للغاية مع القوات الفرنسية (حاملة الطائرات شارل ديجول) وأعلن على الإعلام إبلاغ قواته رسميا –كامر حرب-بالتعامل مع تلك القوات كحليف.وتكشف مترتبات حدث الطائره أنه وصل للمنطقه ليحقق حصارا شاملا لتركيا،اذ لا تعمل قواته فقط على مواجهة ثوار سوريا بشكل عام، بل هي استهدفت إعادة قوات نظام الأسد وإيران والميلشيات للسيطرة على الحدود مع تركيا في الجنوب،لتكتمل حلقة الحصار الروسي التي بدات بالسيطرة على شبه جزيرة القرم في شمال تركيا.وفي ذلك يكون بوتن قد وجه ضربته الثانية لحلف الاطلنطي لنطاقات الخط الأول للحلف في تركيا وفي اوكرانيا المرشحه لنشر صواريخ الدرع الصاروخى.وبوتن استهدف العودة بروسيا إلى وضع كانت قد فقدته بعد سقوط نظام القذافى وعقب ما جرى في اليمن،ودلالة حادث الطائره أنه تحول بوجوده من حالة العلاقات الثنائية مع الدول إلى فكرة الوجود العسكرى وبناء القواعد في المنطقه وفرض المصالح بالقوة العسكرية،وقد جاءت ردود افعاله على حادث إسقاط الطائره كاشفه للغاية،إذ رد بإرسال سفن جديدة،وبإرسال منظومات صواريخ اس 400 التي لم تخرج من قبل خارج روسيا، ليشكل جيشا حربيا كاملا،وليعلن احتلالا لسوريا ووقوعها تحت حمايته العسكرية والاستعداد لمد الدور العسكري لدول أخرى. ليشكل جيشا حربيا. وهنا يبدو الأكثر دلالة في كشف نوايا بوتن،ما قاله بوتن حول اسمة الدولة في تركيا،إذ بدا داخلا في حرب على الإسلام في تركيا،وهو ما كشف دوره الحقيقي وجوهر فكرته عن الحرب على الإرهاب،وسبب الحاح سوريا على إدراج أكبر قدر من المعارضه السورية على لوائح الإرهاب خلال محادثات فيينا.