أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

بين الإنكار وجلد الذات

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 24-11-2015


في مقال بعنوان «العرب المسلمون و «الإرهاب»: التشويح السياسي في زمن الإهانة»، نُشر في موقع «ساسة»، بقلم وائل زميت، وهو شاب تونسي مهتم بالشأن السياسي، يقول الكاتب، متحدثاً عن رد فعل بعض المثقفين والكتاب العرب على جرائم الإرهاب «ترى البعض يسب العرب، أي يسب نفسه، والآخر يلعن بلداناً عربية كاملة، أي يلعن نفسه، وثالثاً يهاجم الإسلام، أي يهاجم دينه»، ويضيف: «وكأن مرتكب الجريمة الشنيعة كان قد انتخب بالإجماع من عموم العرب المسلمين نيابة عنهم أو ممثلاً لهم».



هذا المقال عينة من عشرات المقالات، ومئات التغريدات، التي نشرت عقب التفجيرات الإرهابية في باريس، يرفض كتابها تحويل كل حدث إرهابي إلى مناسبة لتأكيد الصورة النمطية التي يراد منها شيطنة الإسلام، وتكريس تلازمه مع العنف. ويطالبون برد فعل متوازن، يرفض الإرهاب ويدينه، من دون إلقاء تبعات ذلك على الإسلام، وتحميل تراثه ونصوصه الفقهية استباحة دماء الأبرياء على هذا النحو المتوحش.



هذا الطرح يقابله آخرون بوصفه محاولة لتبرير الإرهاب، والتنصل من مسؤوليتنا عن فكر هؤلاء الشباب. وهذا الموقف ينطوي على ولع مفرط في جلد الذات، ويتجاهل أن الذين قاموا بالتفجيرات الإرهابية في باريس، وما قبلها، هم بمعظمهم متفلتون من الدين وكانوا يعيشون حياة لا علاقة لها بالإسلام أو التدين، والأهم أن صورة الإرهاب الراهنة قضية غامضة ومعقدة، ساهمت في وجودها دول وأجهزة استخبارات وعصابات، واستخدمت الايديولوجيا كقناع مضلل. ولعل ما نقله الشاب التونسي عن الكاتب الأميركي والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية البروفسور جراهام فولر، يؤكد خطأ سهولة ربط الإرهاب بالمسلمين دون سواهم، وهو قال في كتابه «عالم من دون إسلام»، الذي صدر في آب (أغسطس) 2010، «أنه حتى في صورة عدم وجود مسلمين وعدم وجود الإسلام كدين في هذا العالم، وفي ظل تواصل نفس هذا التوجه الإمبريالي الغربي، وتواصل نفس السياسات الاستعمارية، فإن ظهور تنظيمات من طينة «داعش»، وإن لم يكن دينها الإسلام، قضية حتمية».



لا شك في أن التحريض الذي يمارسه عدد غير قليل من المسلمين سهل انخراط شبابنا، الذين نصفهم بــ «المغرر بهم»، في هذه التنظيمات الإرهابية، على رغم أن الذي غرر به هو من يمارس التحريض والحض على المشاركة في هذه التنظيمات، اعتقاداً منه، أو جهلاً، بأن ما يجري في هذه الحروب الملتبسة جهاد في سبيل الله.



الأكيد أن تعاملنا مع قضية الإرهاب بات في حاجة إلى معاودة نظر. الإنكار المطلق لدور لنا، أو تأثير في ما يجري يجافي الموضوعية. وتحميل ديننا وتراثنا كل العنف الذي يجتاح العالم ظلم لأنفسنا وديننا، وهو خور في التفكير وحال من الهزيمة المفجعة.