أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

هل تتصرف فرنسا برؤية مختلفة؟

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 16-11-2015

صُوَر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وهو يتلقى خبر الهجوم الإرهابي على باريس مذهولاً، تُذكِّر بصور الرئيس جورج بوش الابن حال سماعه خبر الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك. رد فعل باريس، حتى الآن، لم يختلف عن الإجراءات التي اتخذتها واشنطن. فرض حال الطوارئ في كل أنحاء البلاد وإغلاق الحدود، ووقف حركة معظم خطوط المترو والقطارات في باريس، وإعلان التعبئة العامة في صفوف الجيش وقوى الأمن، ومنح القوى الأمنية صلاحيات استثنائية لتنفيذ عمليات دهم ومطاردة للإرهابيين في أنحاء فرنسا، فالبلد يواجه حرباً، كما قال الرئيس الفرنسي.

واشنطن سرعان ما لجأت إلى الانتقام من حركة «طالبان»، التي كانت ترفض تسليم أسامة بن لادن، ونفّذت أميركا خطة الحرب التي كانت ستشنها قبل نحو ستة أشهر من هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. كان البيت الأبيض يريد استعادة هيبة أميركا، بصرف النظر عن نتائج الهجوم، المهم أن يرى الشعب الأميركي دماء مقابل دماء الأبرياء الذين قتلهم الإرهاب في البرجين. لكن تلك الحرب لم تلجم الإرهاب، ولم تحمِ أميركا والغرب، ودولاً أخرى في العالم من ويلات قتل المدنيين. الانتقام المتعجّل ولّد إرهاباً أشد ضراوة وقتل مدنيين أبرياء في أفغانستان، أصبح لعنة تطارد الأبرياء في أزقة المدن الآمنة وأحيائها.

هل تستكمل فرنسا قائمة رد الفعل الأميركي، وتشن حرباً على العراق وسورية، بذريعة ملاحقة «داعش» كما فعلت أميركا لملاحقة «القاعدة» في أفغانستان؟

حوار النخب الفرنسية بعد العمل الإرهابي في باريس، جاء مختلفاً عن نقاشات الأميركيين بعد أحداث أيلول الدموية، وسمعنا في فرنسا من يتحدث عن ضرورة ان يوقف الغرب المذابح والحروب في منطقة الشرق الأوسط، ومنح هذه الشعوب فرصة للعيش مثل الشعوب الأخرى. لم يكن بعض الفرنسيين يبرر الإرهاب، لكنه كان يتحدث عن الوسائل التي يمكن الدول الغربية أن تعتمدها لمنعه من النمو والاستمرار، فضلاً عن أن الرئيس الفرنسي خاطب شعبه قائلاً: «علينا أن نبرهن على وحدتنا وتضامننا ونعمل بأعصاب باردة». هل تتصرف فرنسا بأعصاب باردة ورؤية مختلفة، وتواجه الإرهاب انطلاقاً من القيم التي تدافع عنها، وتعالج الأسباب، قبل النتائج؟

لا شك في أن الحرب على الإرهاب شاقة، لكن الاستمرار في التعامل مع هذا الوضع بردود فعل غاضبة سيزيد قتل مدنيين أبرياء، ويكرّس الكراهية والتطرف والعنف.

الأكيد أن من حق فرنسا أن تدافع عن أمنها وسلامة مواطنيها، وبكل السبل الممكنة. لكنها اليوم أمام مسؤولية تاريخية، وهي قادرة على معاودة صوغ أساليب التعامل مع هذه الظاهرة، والتحرك لنزع فتيل الوضع في سورية والعراق، وتبنّي مشروعٍ لتنمية هذه المنطقة بدلاً من التنافس في حرب عليها.