أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

حياتنا مليئة بالأوهام !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-11-2015


ليس هناك عالم واحد ولا وجه واحد للشخص أو الأشخاص الذين نعرفهم أو نتعامل معهم أو يمرون بنا في حياتنا، هناك دائماً وجوه وليس وجهاً، وهناك تصورات أكثر من الحقائق، وهناك فرق بين ما نعتقد أنه حقيقة وبين الحقيقة فعلًا، هناك من يعيش حياة كاملة متوهماً أشياءً ومتبنياً أفكاراً وتصورات حول الأشخاص والأفكار وحتى الأمكنة أحياناً، حيث يظنها حقائق مطلقة كما يراها بعينه المجردة، وبالتالي يتحدث عنها ويدافع عنها كحقائق ويحملها في داخله كحقائق ويحمل لها الكثير من الاحترام والتقدير، ويفخر بذلك كله، ولا يفكر أبداً في مراجعة قناعاته هذه أو إخضاعها للتمحيص والمساءلة، بينما هناك مسافة كبيرة بين ما يراه وما يعيشه وبين الحقيقة !

سنجد ذلك جلياً حين نتحدث عن السعادة مثلًا، أو عن البيوت الأولى التي سكناها في طفولتنا، وعن المدرسة والحي وساحة اللعب، وعن أقاربنا وأصدقائنا وحتى عن أبنائنا! فالسعادة بالنسبة للبعض ليست المعنى المجرد والحقيقي للفرح والرضا، ووفرة الأشياء، كما يعرفها الجميع، ولكنها قد تكون في أشياء صغيرة أو غير ذات أهمية حقيقية، ولا تمت للسعادة بصلة، لكن سعادة هؤلاء تكمن في هذه الأشياء، فتلك الفتاة التي لا تشعر بالسعادة إلا حين تصل إليها رسالة نصية على هاتفها مثلًا رداً على رسالة كانت قد أرسلتها لشخص تحبه، وتظل قلقة متوترة لا ترى سبباً للضحك أو البهجة حتى تصلها الرسالة، لقد علقت الفتاة حياتها بظرف خارجي جعلت منه مصدر سعادتها إذا حصل ومصدر شقائها إذا لم يحصل، فالسعادة بالنسبة لها كامنة في ذهنها، أي أنه تصور ذهني وليس شيء حقيقي واقعي، بدليل أنها بمجرد تسلم الرسالة تقول لنفسها بغضب ومن هو هذا الذي يجعلني انتظر رسالته!! إنه وهم السعادة وليس السعادة بمعناها الحقيقي!

في طفولتنا، نرى مدرستنا كبيرة جداً ذات طوابق عالية وسور بلا نهاية وبوابة ضخمة تتسع لدخول كل الطلاب الصغار دفعة واحدة، بيتنا أيضاً نتحدث عنه على أنه كان كبيراً وجميلًا ومختلفاً، لكن الحقيقة هي أن المدرسة صغيرة وعادية والبيت في منتهى التواضع، نحن نؤمن بأفكار ونحتفظ بتصورات ذهنية نصدقها ونحملها في داخلنا زمناً طويلاً، هذا ما حدث حين مررت على مدرستي الابتدائية التي درست فيها، فوجدتها صغيرة جداً وبوابة حديدية متواضعة، بينما ظللت مقتنعة عمراً بأنها كبيرة إلى درجة أننا لم نكن نستطيع أن نقطعها بسهولة من أولها لآخرها في ذات النهار!

وتلك المرأة التي كانت تبكي، وهي تتحدث عن ابنها الذي تغير في تعامله معها بسبب زوجته التي استحوذت على اهتمامه، بينما الحقيقة أن هذا الابن ظل بخيلاً وأنانياً في تعامله مع والدته وقاسياً طيلة حياته، بحيث لم يقدم لها هدية بسيطة في أي يوم حتى عندما أصبح موظفاً، صورة الابن البار كانت صورة ذهنية في خيال الأم وليست حقيقية أبداً!!