في تصريحات مفاجئة قال البرلماني الإماراتي أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي، إن "كل البرلمانيين العرب يدعمون مصر لمواجهة الهجوم الدولي عليها بسبب الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء الأسبوع الماضي" وفق ما نقلت عنه صحيفة "الاتحاد" المحلية.
وأوضحت الصحيفة أن هذه التصريحات جاءت لدى وصول الجروان إلى القاهرة الأحد(8|11) قادماً من دبي في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام.
فهم الجروان للأزمة
وقال الجروان "سألتقى مع عدد من كبار المسؤولين المصريين، لبحث ما يمكن أن يقدمه البرلمان العربي لدعم مصر خلال الفترة القادمة لمواجهة الهجوم الإعلامي والاستخباراتي عليها ومحاولة فرض حصار اقتصادي وسياحي عليها، بسبب تداعيات الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء ونشر شائعات حول أسباب سقوطها دون انتظار نتائج عمل لجنة التحقيق الرسمية التي تتولى التحقيق لمعرفة أسباب الحادثة".
وكالعادة، فإن الجروان يتحدث باسم الاتحاد البرلمان العربي وهو اتحاد لا صفة رسمية حكومية له ولا صلة له بدوائر التحقيق ولا أجهزة المخابرات العربية ولا العالمية التي أعلنت تباعا عن أسباب سقوط الطائرة وبتفصيلات محددة في وقت كانت المخابرات المصرية تنتظر من مخابرات دول العالم تزويدها بالمعلومات عن سقوط الطائرة وفقا لتصريح وزير خارجية مصر سامح شكري عندما اشتكى عدم تعاون الجهات الأمنية الغربية مع بلاده.
ومع كل معلومة كانت تعلنها الحكومات الغربية كانت تضع النظام المصري ومزاعمه بالقدرة الأمنية والعسكرية على مكافحة الإرهاب على المحك.
الإمارات أحد الأطراف المتضررة
وإزاء التوصيف "الغريب" الذي قدمه الجروان بشأن ردة الفعل الدولية على سقوط الطائرة يرى محللون سياسيون أن هذا التوصيف "غير دقيق" فمصر ليست مستهدفة بأي هجوم ولا أي حصار، خاصة أن التأكيدات ورود الفعل حول الحادثة جاءت من حلفاء السيسي ومنهم الرئيس الروسي بوتين ورئيس ورزاء بريطانيا كاميرون.
ولكن المحللين استدركوا أن هذه التصريحات هي استخدام "غير موفق" لنظرية المؤامرة على مصر، للتغطية على الإخفاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية لنظام السيسي.
كما أشار محللون إن دولة الإمارات هي الدولة المتضررة بعد مصر من تداعيات سقوط الطائرة، نظرا لعمق التحالف بين أبوظي والقاهرة أمنيا وسياسيا من جهة، ونظرا لاحتمال تعرض خطط الإنعاش الاقتصادي والاستثمارات التي تقودها الدولة في مصر قد تكون ذهبت أدراج الرياح.
وتأتي كل هذه التطورات في أعقاب تنبؤ صحف عبرية بأن 25 يناير القادم سيكون بداية نهاية نظام السيسي، على حد تقديرها، مستندة لتداعيات سقوط الطائرة.
هل هناك هجوم دولي على مصر؟
الإعلامي السعودي المدافع عن نظام السيسي عبد الرحمن الراشد أجاب عن هذه التساؤل في مقال له بـ"الشرق الأوسط" اليوم بعنوان" القاهرة ومعالجة أزمة الطائرة".
يقول الراشد،" ما نراه من حملة كلامية من قبل مسؤولين وإعلاميين في مصر، ضد الحكومات والمؤسسات الغربية، ردًا على الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها، مثل وقف حركة الطيران السياحية، وترحيل مواطنيها من شرم الشيخ، لن يغير من القرارات، ويضعف الحجة الرسمية في التعاطي مع أزمة تحطم الطائرة الروسية".
ويضيف،" وما دمنا في حرب مع الإرهاب، فإن المعالجة السياسية والإعلامية لا يفترض أن تبنى على الإنكار والهجوم على الغير، بل تبدأ أولاً بتحمل المسؤولية، واعتماد الشفافية، وإصلاح الخلل إن وجد".
ويتابع قائلا،" المسؤولون المصريون بانتقادهم الحكومات الأخرى لا يهزونها قيد أنملة، بل يضعفون موقف حكومتهم، في وقت تحتاج فيه إلى من يساندها. كما أن صراخ الإعلام على الغير، أو لجوءه إلى إشاعة مفاهيم المؤامرة، يفقده مصداقيته".