أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

بلير يعتذر بلطف عن «الهولوكوست» العراقي

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 05-11-2015

تعرضت الإنسانية في تاريخها المأسوي إلى مذابح ومحارق وإبادة وتشريد. بعضها تم الكشف عنه والبعض الآخر ما زال طي النسيان أو الكتمان. كما تم الاعتذار عن بعض ما كُشف عنه والبعض الآخر ما زال قيد المكابرة أو الإنكار. ومن أشهر تلك المذابح: مذابح الموريسكيين في الأندلس والهنود الحمر في أميركا ومذابح الأرمن والأكراد والروهينجا واليهود، والأخيرة هي بالطبع أكثر المذابح ذيوعاً في الإعلام ومدونات التاريخ الحديث. الموقف الغربي من «الهولوكوست» اليهودي يفتح شهيةً دائمةً للتساؤل أمام كل مذبحة همجية جديدة: هل يكفي الاعتذار عن المذبحة بوصفها خطأً، أم يجب التكفير عنها بوصفها ذنْباً لا يكفي عنه الاعتذار؟! ظلت الحكومات الألمانية المتعاقبة تكفّر عن جريمة هتلر ضد اليهود منذ وقوعها حتى اليوم. لم يكن الاعتذار يوماً هو المنشود بل التكفير... والتكفير المتواصل. في الأسبوع الماضي، أعلن رئيس الحكومة البريطاني الأسبق توني بلير عن «اعتذاره» في شأن غزو العراق في العام ٢٠٠٣. كان اعتذاراً تلفزيونياً عابراً وهادئاً وكأن «الاعتذار يخصّ طيوراً نفّرها أو شجيرات قطعها، وليس لمليون قتيل وأربعة ملايين مشرد وخمسة ملايين يتيم» كما وصفه الزميل الكاتب في هذه الصحيفة د. مسفر القحطاني في تغريدة تويترية بليغة. لا ينفي بلير، في اعتذاره الرقيق، وجود علاقة بين ذلك الغزو «الخاطئ» ونشوء «داعش» الآن، كما لا ينفي كذب المعلومات الاستخباراتية التي بُني عليها الغزو، ما يعني المسؤولية الكاملة عن كل تبعات ذلك الغزو الخاطئ، من قتل وتشريد الإنسان العراقي وهدم وتخريب الوطن العراقي وتذويب خصائصه ومقوماته، ثم تسليمه للجار اللدود كي يستكمل فيه من التشويه ما لم تفعله الغزوة الغربية «الخاطئة»! هذا السجل المأسوي والنتائج الكارثية لـ «الهولوكوست» العراقي لا يستوجب من أحد أعمدة ذلك الخطأ، تخطيطاً وتبريراً وتنفيذاً، سوى اعتذار تلفزيوني عابر، لا يترتب عليه أي شيء من صور التكفير. لو تم تقسيم هذا «الاعتذار»، الذي استغرق دقيقة واحدة من الحوار التلفزيوني، على أُسر وذوي مليون قتيل عراقي، كم سيصبح نصيب كل أسرة عراقية مكلومة من هذه الدقيقة الاعتذارية من بلير؟! وهل سيكون هذا هو آخر اعتذار عن غزو خاطئ؟! أم أننا موعودون باعتذارات كثيرة قادمة، قريباً أو بعيداً، عن غزوات تخريبية «خاطئة» في بلاد العرب، بعضها وقع فعلاً وبعضها الآخر ما زال تحت التخطيط «الخاطئ»؟! ما أبشع الإنسان حين يكون ظالماً، وما أبشعه أكثر حين يظن باعتذار طفيف أنه قد تحلّل من ظُلمه!