أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

«قلبه طيب..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 01-11-2015


بغترة على كتفي، وعقال فوق الطاقية مباشرة، وعين متورّمة، وكندورة متسخة، وبالطبع كرامة مهدورة.. كنت أقف أمام الضابط محاولاً منع نفسي من البكاء، صدقني الأمر ليست له علاقة بالـ«غسال» الذي حصلت عليه، ولكن أن تتم «شرشحتك» أمام اثنين من المراهقين، كُنت تملأ رأسيهما ببطولاتك الوهمية لمدة خمسة عشر عاماً، وبقصص خروجك من شباك السيارة قبل توقفها، وهجومك على شلة سعود الننجا، وتقطيعك خمسة عشر شخصاً منهم على طريقة أحد الخانات في بوليوود، هو أمر ليس لطيفاً على الإطلاق.

الضابط يسألك بطريقته الآلية: إنت مال الجريدة؟ تقول في سرك: لماذا يفترض العالم أن «مال الجرايد» لا يضربون! الحقيقة هي أننا أكثر ناس نضرب؛ لكن تختلف طريقة ضربنا بحسب الدولة والسياسات، وطبيعة الصحيفة.. أحرك رأسي بمعنى نعم، وقبل أن يبدأ الضابط بعمل المحضر،

يدخل ذلك الرجل الوقور الذي يوجد ثلاثة أو أربعة منه في كل فريج ليأخذك من يدك، ويقول لك: إن «الونش» الذي داس عليك هو في الحقيقة يمتلك «قلباً طيباً»! ولا داعي لإدخال الحكومة في الموضوع، وبين جملة وجملة يكرر: والله «قلبه طيب»!

لا أعرف أين كان قلبه حينما كانت يده تتجه إلى عيني الجميلة وكأنها متجهة إلى كيس في صالة التدريب، أين كان قلبه حينما رفعني أمام عيون المراهقين الأربع السعيدة برؤية الأسطورة تتحطم وحطم بأضلاعي مرآة سيارتي في ضربة مزدوجة؟ في أي زاوية كان القلب الطيب يختبئ حينما قام معي بحركة عناق الدب التي أعلنت بعدها استسلامي مباشرة، كل هذا لأنني «لفيت عليه»؟ أتساءل عن ردود أفعال القلب الطيب لو أنني مثلاً كنت قد دعمته، وحطمت له الدعامية الخلفية التي تحمل بوضوح عبارة ديانا حداد الخالدة: «ذنبك الطيبة يقلبي»!

بالنسبة لي لا توجد مشكلة، فليست المرة الأولى، ولا أعتقد أنها الأخيرة، لكن ظاهرة «القلب الطيب» هي التي تحتاج إلى دراسة وتأطير مجتمعي! المجتمع يريد منا أن نسامح السفهاء الذين يسيئون إلى الوطن، ويخطئون بشكل مبالغ فيه على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن «قلوبهم طيبة». المجتمع لا يريد أن تتم أي قضايا مالية أو مختصة بجنح تجاه البعض، لأن «قلوبهم طيبة». المجتمع يعطل العدالة تجاه كثيرين لأن «قلوبهم طيبة»، يا أخي لا أريد قلوباً طيبة! القلوب الطيبة مكانها غرفة الملكة في رواية أليس في بلاد العجائب.. أريد قلوباً شريرة، ولكنها تحترمني وتحترم القانون، أما قلبك الطيب فضعه في «صدرك»، فهو لا يهمني مطلقاً.

كيف انتهت القصة! بالطبع أريد أن أفرغ قهري في المراهقين السخيفين، ولكن أمهما منعتني، وهمست بصوتها الملائكي في أذني: اتركهما.. فقلبهما طيب.