أحدث الأخبار
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد

السودان عمق الخليج الاستراتيجي

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 28-10-2015


كانت تعاريف الاستراتيجية القديمة جميعها تأتي في منظور العمليات العسكرية، ثم أصبح بمقدورنا القول إن بلدا ما يمكن أن يشكل العمق الاستراتيجي لبلد آخر في ميزان العلاقات الدولية من قيمته التي يحددها بشكل رئيسي موقعه الجيواستراتيجي، ومن عمقه التاريخي.
ويغمرنا شعور بالندم حين نتذكر أنه كان بإمكان جزء من جسدنا العربي كجمهورية السودان أن يقوم بدور العمق الاستراتيجي للخليج بموقعه وقوته العسكرية بدل سفينة أجنبية في الأفق أو اتفاقية أمنية مثقلة بنودها بالتبعات الجسام. لقد كانت الذروة الدامية في العلاقات الخليجية السودانية حين قفزت الخرطوم إبان فترة زمنية -تحتل الزاوية الأكثر ظلما في الذاكرة الخليجية- إلى ما سميناهم «دول الضد»، ثم جاءت عاصفة الحزم كمنعطف حاسم ووضعت العلاقات الخليجية السودانية على مسار علاقات مختلف، وتوجت مؤخرا بنزول قوة برية سودانية بكامل تجهيزاتها، وأخذت مواقعها في اليمن.
إن مشاركة قوة سودانية مع إخوانهم الخليجيين تأتي كتأكيد سوداني لعمق الدور العربي في الحفاظ على الأمن القومي للمنطقة، وتشكل صورة تختزل الحلم العربي في تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة -كما قال قائدها- والمشاركة السودانية قرار موفق، ويدل على أن الخرطوم تبنت سياسة الانفتاح العسكري، والتركيز على الحضور في جوارها الإقليمي وعلى كتفها البندقية.
وللجيش السوداني خبرة ولدتها بيئة النزاعات المسلحة، التي كان ضحية لها، والحقيقة التي لا تقبل النقض هي أن الجندي السوداني هو أكثر العسكر العرب خوضا للمعارك، وأكثرهم تأهيلا في الحرب البرية، لكن ذلك لم يشفع للقوة السودانية حين نزلت في «ميناء الزيت» في عدن وكما قال لسان الدين ابن الخطيب «صاح فوق كل غصن ديك» فقد كان هناك من «غمز» بوجود مكاسب اقتصادية أو سياسية للخرطوم. وهناك من «لمز» أن مهمة القوات السودانية أمنية ستمارس من خلاله دور المذل للشعب اليمني الشقيق. ورغم أنه تم نفي الأمرين سودانيا فإن علينا التسليم للزمن بحقه في توضيح الأحداث، وإن كنا سنستبق ذلك بسؤالين أولهما: ألم تكن مشاركة مصر في عاصفة الصحراء 1991م سببا في إسقاط ديونها العسكرية بالكامل،. وتحولها من مدينة بــ‏50‏ مليار دولار لمالكة احتياطي بــ‏20‏ مليار دولار، كأكبر إنجاز قدمه الرئيس مبارك لشعبه وبلده. أما السؤال الثاني فهو: كيف ترسل الخرطوم قوات مدربة على خوض حروب جبلية، ذات كلفة تدريب عالية، بينما كان بإمكانها إرسال شرطة أو حرس وطني لتحقيق نفس النتيجة، كما أن تصاعد وتيرة الانفلات الأمني والتفجيرات والاغتيالات بهدف زعزعة الاستقرار والأمن في المناطق المحررة خير مبرر لتواجد قوات مقتدرة لإعادة السلام وهو جهد يخدم خطة استعادة الشرعية.
وإذا كانت الخرطوم صاحبة المبادرات فأتمنى ألا يكون صانع القرار الخليجي من أصحاب ردود الأفعال، فالتحية السودانية يجب أن يرد عليها خليجيا بأفضل منها، ونستطيع أن نزن حجم المشاركة العسكرية السودانية بما سببته من قلق لطهران، التي انتقدت على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان انضمام السودان إلى التحالف المناهض لها باليمن.