قالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية: إن دخول روسيا في الحرب الدائرة بسوريا أمال الكفة لصالح بشار الأسد، ولا يوجد سبيل خال من المخاطر أمام السعودية –الداعم الرئيسي للثوار- إذا أرادت أن تميل الكفة مرة أخرى.
وأشارت الشبكة إلى قيام رجال دين كبار في المملكة بالدعوة للرد على التحرك الروسي، على الرغم من انشغال المملكة في حرب أخرى باليمن.
ونقلت عن محللين أن الحكومة السعودية ستسرع من تدفق المال والسلاح لحلفائها في قوى المعارضة التي تقاتل لإسقاط بشار الأسد، المدعوم من إيران المنافس الرئيسي للسعودية.
وأضافت أن السعودية ربما تسعى لتوجيه مساعداتها للقوى المعتدلة في سوريا، إلا أن المحلل السياسي الدكتور "تيودور كاراسيك" أشار إلى أن عبارة "القوى المعتدلة"تخضع لنقاش كبير، مضيفا أن إرسال أسلحة أمر خطير على المدى المتوسط لأنه من السهل أن تقع في الأيادي الخاطئة.
وأبرزت الشبكة مقال "نواف عبيد" من مركز بلفر للشؤون العلمية والدولية بجامعة هارفارد الذي نشره في أكتوبر الجاري بموقع "سي إن إن" وتحدث فيه عن أن السعودية ربما تضطر لقيادة تحالف من الدول لشن حملة قصف جوي ضد بقايا قوات النظام السوري وحزب الله والمقاتلين الإيرانيين من أجل تسهيل انهيار نظام "الأسد" ومساعدة قوى الثوار على دخول دمشق.
وذكرت الشبكة أن كثير من المحللين يعتبرون هذا السيناريو بعيد المنال لأن السعودية منهمكة في اليمن، وتقصف المتمردين هناك منذ أكثر من 6 أشهر وأرسلت قوة برية إلى جانب القوات الإماراتية الآخذة في الزيادة، ولم يتمكنوا على الرغم من ذلك سوى من استعادة السيطرة على المناطق الجنوبية.
ونقلت عن "يزيد صايغ" من معهد كارنيجي للشرق الأوسط عدم اعتقاده بأن دول الخليج لديها القدرة فعليا لشن حربين في نفس التوقيت.
وفيما يتعلق بالحديث عن صدام سعودي روسي محتمل، أشار "فهد ناظر" المحلل السياسي، الذي عمل من قبل في السفارة السعودية بواشنطن إلى أنه من السابق لأوانه الافتراض بأن السعودية وروسيا على مسار تصادمي.
وتحدث "بروس ريدل" من معهد بروكينجز بواشنطن والمستشار السابق بمجلس الأمن القومي الأمريكي عن أن المملكة تتبع مسارين في تعاملها مع سوريا، أحدهما يتناول الحديث مع الروس ويقود هذا التوجه الأمير محمد بن سلمان والمسار الآخر هو تسليح الثوار ويقود هذا المسار الأمير محمد بن نايف.
وذكرت الشبكة أن هناك ضغوط قوية على القيادة في المملكة للقيام بنفس الدور الذي لعبته في تسليح المجاهدين بأفغانستان، وهناك بعض الدلائل على أن المملكة ربما تستجيب لمثل هذه الضغوط ، حيث كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن زيادة في تدفق الأسلحة إلى الثوار منذ التدخل الروسي دون تحديد الجهة التي تقوم بإرسال السلاح.
وأشار "جريجوري جاوس" أستاذ الشؤون الدولية بجامعة تكساس إلى أن دول الخليج ربما تحاول أن تجعل الحياة صعبة بالنسبة للروس في سوريا كما فعلوا من قبل في أفغانستان.
وأجرى الملك سلمان اتصالا هاتفيا الليلة الماضية (26|10) بالرئيس الروسي بوتين لاستعراض تطورات الملف السوري وذلك الاتصال الثاني بين الجانبين خلال أسبوع واحد إذ اطلع بوتين الملك سلمان على زيارة سرية وتمت خلسة لرئيس نظام دمشق لموسكو الأسبوع الماضي.