نقلت وسائل إعلام بحرينية مناوشات وقعت صباح الثلاثاء، بين عدد من الأهالي والقوات الأمنية البحرينية، على خلفية قيام الأخيرة برفع رايات وشعارات "شيعية" علقت بمناسبة "عاشوراء" على البنايات والشوارع العامة، في منطقتي كرزكان والمالكية بالعاصمة المنامة.
وأظهر تقرير متلفز قيام عناصر من البلدية برفع اللافتات والشعارات الدينية، بوجود حماية من القوات الأمنية الحكومية؛ ما أثار سخط الأهالي الذين بادروا إلى رمي القوات بالحجارة.
في هذا الصدد تصدت إدارة الأوقاف الجعفرية البحرينية للحادثة، مؤكدة أن "مناسبة عاشوراء تعد من المناسبات الدينية والوطنية التي تحظى بالرعاية والاهتمام والدعم من القيادة والحكومة، وأبرز مظاهر ذلك إجازة عاشوراء التي تعطل فيها الدولة وكافة وزاراتها ومؤسساتها، وكذلك المكرمة الملكية السنوية".
وأشارت الأوقاف في بيان لها إلى أن "حرية الشعائر الدينية لكل الأديان والمذاهب مكفولة دستورياً بتوجيهات دائمة من القيادة (حكومة البحرين)".
وأضافت الإدارة في بيانها: "اعتاد شعب البحرين على إحياء شعائره الدينية بحرية تامة وبدعم لا محدود من القيادة الرشيدة، في ظل ما كفله الدستور وميثاق العمل الوطني والأعراف المرعية في المملكة، ومن بين تلك الأعراف نصب السواد بصفة مؤقتة خلال شهري محرم وصفر، وهذا لا يعدو عن كونه مظهراً من مظاهر الحزن والأسى لمصاب سبط النبي وأهل بيته وصحابته".
وأكدت أن هذه الشعائر "تقليد متوارث منذ قرون من الزمن، ولا علاقة له بالأوضاع السياسية المعاصرة، ولا يحمل أي إساءة لأي مكون أو جهة أو ملة من الملل".
وفي هذا الإطار عبرت الأوقاف الجعفرية عن أسفها الشديد لما حدث صباح اليوم الثلاثاء، والأيام الماضية من نزع (السواد) من عدد من مناطق قرى المنطقة الغربية من المحافظة، مشيرة إلى أن (السواد) "هو نمط من أنماط التعبير عن الحزن لاستشهاد الإمام الحسين (ع)، وهو عرف من الأعراف المرعية في مملكة البحرين منذ القدم".
وأشارت الأوقاف الجعفرية إلى أنها تواصلت خلال الأسبوعين الماضيين مع وزارات الدولة المعنية، ومنها "وزارة الداخلية والمحافظات ووزارة الأشغال وشؤون البلديات لتنظيم تركيب السواد، ووضع الضوابط المناسبة التي تكفل حق المواطنين في أداء شعائرهم بكل حرية، وبما يراعي المظهر العام والقوانين المعمول بها في المملكة".
ويعتبر إظهار مشاعر الحزن بمناسبة مقدم عاشوراء، وهي المناسبة المعبرة عن "استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب"، من أكثر المناسبات التي يحرص "الشيعة" على إحيائها.
وانطلقت في فبراير 2011 مظاهرات شعبية بحرينية تحمل مطالب حقوقية قبل أن تنحرف إلى مطالب طائفية نتيجة التدخل الإيراني واستقواء بعض المكونات الشيعية بطهران ما أدى إلى تدخل درع الجزيرة في البحرين لفرض الأمن وسط معارضة شديدة من جانب طهران التي وقفت عاجزة أمام دول الخليج، وساءت في أعقاب ذلك العلاقات الوطنية البحرينية بصورة كبيرة وتشهد مزيدا من التجاذبات من حين لآخر.