قال أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن غياب التوافق الدولي عائق أمام حل القضايا المهمة في المنطقة، مؤكداً أنه لا استقرار يدوم بدون تنمية، ولا تنمية في ظل القلاقل والحروب، معرباً عن استعداد بلاده استضافة حوار في قطر بين إيران ودول الخليج.
وأضاف الشيخ تميم خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "الصراع في الشرق الأوسط يمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين"، مؤكداً: "لا يمكن تأجيل حل القضية الفلسطينية للجيل المقبل، ولا بد من وضع حد للاحتلال، وأن استمرار القضية الفلسطينية دون حل دائم وعادل يعد وصمة عار في جبين الإنسانية، بالإضافة إلى أن انتهاك المقدسات في القدس يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان".
وعن المساعدات التي تقدمها دولة قطر لسكان قطاع غزة قال الأمير تميم: "إننا ماضون في تقديم المساعدات لقطاع غزة"، محذراً من "ضياع الفرص لإحلال السلام في الشرق الأوسط".
وحول الشأن السوري، قال أمير قطر: إن "النظام السوري يواصل قمع شعبه ويحذر العالم من البديل"، مشيراً إلى أن "تقاعس المجتمع الدولي عن وقف المأساة في سوريا يعد جريمة إنسانية، وأن ظاهرة الإرهاب تضع تحديات أمنية وسياسية خطيرة أمام المجتمع الدولي".
وأوضح أن "الصراع في سوريا تحول إلى حرب إبادة وتهجير جماعي للسكان"، داعياً إلى فرض حل سياسي في سوريا ينهي عهد الاستبداد ويفتح المجال للديمقراطية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن بلاده "مستعدة لاستضافة حوار في قطر بين إيران ودول الخليج".
وشدد الأمير على أن "خلاف دول الخليج مع إيران سياسي وليس مذهبياً، وأنه لا يوجد صراع سني شيعي بل خلاف عربي مع إيران"، مضيفاً أن "إيران دولة جارة مهمة، وأن التعاون بينها وبين دولنا هي في مصلحة المنطقة، كما ندعو إلى علاقات الاحترام بين إيران ودول الخليج وعدم التدخل في شؤون الآخر".
من جهته أعرب وزير خارجية قطر عن أن بلاده والمجتمع الدولي مع روسيا في دعوتها لمحاربة الإرهاب، المتمثل بتنظيم "الدولة"، لكن خطة الرئيس فلاديمير بوتين لا تعالج السبب الأساسي للإرهاب وهو النظام السوري ورئيسه.
وقال د. خالد العطية لرويترز: "لا أحد يمكنه أن يرفض دعوة السيد بوتين إلى تحالف ضد الإرهاب، لكننا نحتاج إلى أن نعالج السبب، ونحن نعتقد بقوة أن النظام السوري؛ وتحديداً بشار الأسد، هو السبب الحقيقي للإرهاب".
وأضاف في مقابلة أجريت معه في مقر بعثة قطر بالأمم المتحدة: "لا يمكننا أن نعمل معاً ونقول للأسد: حسناً أنت حليفنا في محاربة الإرهابيين الذين أوجدتهم أو أحضرتهم إلى هنا".
وكان بوتين دعا في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الاثنين، إلى قيام تحالف موسع ضد تنظيم الدولة، وقال: إن "إيران والسعودية وتركيا والأردن يمكنهم الانضمام إلى ائتلاف موسع لمكافحة الإرهاب".
وكان أمير قطر أنهى زيارة إلى أنقرة الأسبوع الماضي وأجرى محادثات مع الرئيس التركي بشأن التطورات في سوريا والتي تتشارك فيها قطر وتركيا المواقف السياسية الرافضة لبقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية وضرورة مكافحة الإرهاب.