توالت ردود الأفعال على إثر الصور التي انتشرت خلال الأيام الماضية و أظهرت معاناة اللاجئين السوريين في الوصول إلى ملاذٍ آمن في أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط في تدفق كبير للاجئين لم تشهده هذه المناطق منذ الحرب العالمية الثانية.
و كانت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية قد أوردت تقريراً تفصيلياً للرد على الانتقادات التي وجهت للدول الأوروبية و اتهامها بتوفير مساكن لعدد قليل من اللاجئين و التفرقة الدينية في التعامل بين المسلمين و المسحيين منهم. حيث شمل التقرير انتقادات للدول العربية لسوء معاملتها للاجئين السوريين و عدم الاكتراث لأزمتهم الانسانية المتفاقمة منذ سنوات.
و بين التقرير اشارات أطلقتها منظمة العفو الدولية مؤخراً تبين فيها أن 6 دول خليجية هي "السعودية و الإمارات و قطر و الكويت و البحرين و عمان " لم تفعل شيئً يذكر حيال إعادة توطين اللاجئين السوريين أو حتى استقبالهم لفترات مؤقتة، عدا عن تخفيض الدعم المقدم للأعمال الإنسانية سواءً في داخل سوريا أو خارجها. و أشارت كينيث روث، المديرة التنفيذية ل"هيومان رايتس ووتش" في تغريدة لها عبر حسابها في تويتر أن دول الخليج لم تعرض حتى الآن استقبال أي لاجئ سوري على أراضيها، بل إن بعضها تعمل على ترحيل الكثير منهم خارج أراضيها.
من جهته، قال لؤي الخطيب، الباحث في مؤسسة بروكينغز "استقبلت لبنان 1.2 مليون لاجئ سوري، وتركيا 1.8 مليون لاجئ، والاردن 628.427 لاجئ، ومصر 133 الف لاجئ والعراق 247،861 لاجئ، بينما لم تستقبل دول الخليج اي لاجئ حتى الآن".
واشارت الصحيفة ان دول الخليج ليست بريئة من ما يحدث في سوريا. ففي درجات متفاوتة، تدخلت السعودية وقطر والامارات والكويت الصراع السوري، حيث قدموا الدعم المالي والسلاح الى المعارضة السورية وفصائل مختلفة تحارب النظام السوري.
وذكرت الصحيفة ان دول الخليج لم توقع على الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين التي اعتمدتها الأمم المتحدة، والتي تعرف ما هو اللاجئ وما هي حقوقه. لكن بالنسبة للمواطن السوري، فان الدخول الى دول الخليج يحتاج الى تأشيرة، والتي نادراً ما يتم منحها للسوريين في الظروف الحالية. ويستطيع المواطن السوري السفر الى الجزائر وموريتانيا والسودان واليمن فقط بدون الحصول على تأشيرة.