مع بدءالعام الدراسي الجديد و اعتماد عدد من القرارات في مختلف مديريات التعليم فيالدولة، بدأت موجة من الاعتراضات و الانتقادات تتوجه للنظام التعليمي و للتحديثات التي طرأت عليه مؤخراً، شملت هذه الاعتراضات الأهالي و المعلمين بل حتى بعض الإداريين داخل المدارس.

و كانت وزارة التربية و التعليم قد عممت أول من أمس الجدول الزمني المعتمد للحصص المدرسيةلهذا العام، حيث قامت بتحديد مواعيد بداية و انتهاء الدوام المدرسي. و وفق هذا الجدول فإن مجموع الحصص يبلغ 35 حصة للحلقة الأولى و 39 حصة للحلقتين الثانية و الثانوية"بنين و بنات".

و بناءً على هذا القرار، أصبحت مدارس الحلقة الثانية و المرحلة الثانوية تقدم 8 حصص يومياً تنتهي الساعة 2:35 مساءً للبنين و 3:30 مساء للبنات، أي بزيادة قدرها 50 دقيقةلليوم الدراسي عن السنة السابقة.

و فور تعميم هذا القرار، سادت موجة من الاعتراض و الاستياء أوساط المعلمين و ذوي الطلبة،خاصة الإناث منهن حيث ينتهي دوام المدرسة للحلقة الثانية و الثانوية إناث في تمام الساعة 3:20 مساءً، تمثلت بتعليقات واسعة من ذوي الطلبة و المعلمين إعتراضاً على طول الدوام المدرسي و زيادة فترة تواجد الطلاب في المدرسة  خاصة تأخير دوام الإناث حتى ساعة متأخرة من مساءكل يوم.

و أكد عدد من مديري مدارس حكومية فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم (خوفاً من الملاحقة الأمنية) بأن حالة من الاستياء الواسع أصابت المعلمين و ذوي الطلبة بعد الإعلان عن تفاصيل جدول الحصص مؤكدين أن الجدول تضمن زيادة الأعباء المضافة عليهم و طول الدوام الذي من شأنه أن يؤثر على قدرة المعلم و الطالب على الأداء الجيد.

و تكرر الأمر ذاته مع ذوي الطلبة و خاصة الطالبات منهن، إذ وفق الجدول الجديد فإنه من المتوقع أن يتأخر وصول الطالبة إلى بيتها لما يقارب الساعة 4:30 عصراً خاصة مع زيادة الإزدحام في الطرقات في ساعات الذروة و مغادرة الطلاب للمدارس.

من جهةأخرى، أفادت مصادر صحفية بتقديم تسعة من أعضاء الهيئة الإدارية و التدريسية في منطقة رأس الخيمة التعليمية استقالات و طلبات تقاعد مبكر. و وفق المصدر الصحفي فإن خمس معلمات و أربعة مديري مدارس حكومية قاموا بتقديم طلبات الاستقالة و التقاعد المبكر إثر قرار وزارة التربية و التعليم بزيادة عدد الحصص الدراسية إلى ثماني حصص يومياً بدلاً من سبع حصص كما جرت العادة في السابق. بالإضافة إلى عزم الهيئة العامة للمعاشات و التأمينات الاجتماعية زيادة نسبة الاقتطاع من كل موظف لتصل 15%بدل 5%.

و أكدت مسؤولة إدارية في مدرسة جلفار التي حدثت فيها الاستقالات، فضلت أيضاً عدم الكشف عن اسمها، أن خمس معلمات مواطنات تقدمن بالاستقالات و طلبات التقاعد المبكر صباح أمس(25|8) إثر قرار زيادة الحصص الدراسية و تعديل قانون المعاشات، و تدرس هذه المعلمات مواد الفيزياء و التربية الاسلامية و تقنية المعلومات بالإضافة مواد الاقتصاد و الجيولوجيا.مما سيسبب نقصاً حاداً في المعلمات بالمدرسة بعد موجة الاستقالات هذه.

و كانت المعلمات قد أبدين اعتراضهن على قرار انتهاء الدوام الساعة 3:20 مساءً، حيث سيؤثر هذا على سير العملية الدراسية، حيث من المفترض أن يتم تقليص زمن الحصص الدراسية بدلاً من زيادتها نظراً لارتفاع درجات الحرارة العالي و زيادة الأعباء التدريسية على الكادر التعليمي في المدارس الحكومية. خاصة و أن مسألة زيادة مدة الدوام لم يتم طرحها سابقاً في أي جلسة من جلسات النقاش، بل تم اعتماد القرار من الوزارة دون مراجعة المعلمين و المعلمات أو حتى الطلبة و هم المتأثرين الأكبر بهذا القرار.

من جهةأخرى، أشار مدير مدرسة "مسافي" في رأس الخيمة، راشد الدنكي، إلى أنه قام بتقديم استقالته للحصول على التقاعد المبكر قبل أن يتم تطبيق قانون الهيئة العامةللمعاشات و التأمينات الاجتماعية ، أملاً في أن لا يتعرض لخسائر مالية بعد تطبي قهذا القانون في نوفمبر المقبل.

و رصد موقع "الإمارات 71" عدداً من ردود أفعال أولياء الأمور و الطلبة عبر شبكات التواصل الإجتماعي، كان أبرزها  الاعتراض على طريقة تدريس اللغات في المدارس الحكومية و ضرورة إيلاء اللغة العربية تركيزاً أكبر حيث أن مجموع حصص اللغة العربية أقل من مجموع حصص اللغة الإنجليزية، و مع ذلك فإن الطلبة المتخرجين من المدارس يكونون بحاجة لامتحان المستوى الخاص باللغة الانجليزية كالتوفل و غيره لعدم اعتماد شهادة اللغة الانجليزية من المدارس الحكومية في الدولة.

فيما دعا أحد أولياء الأمور المدارس إلى تجهيز المقاصف بوجبات جيدة و صحية بشكل أفضل خاصة وأن القرار الجديد - الذي يصعب تغييره- سيؤدي إلى تواجد الطلبة أغلب ساعات النهار خارج المنزل مما يؤثر على عاداتهم الصحية و نوعية الغذاء الذي يتناولوه.

و نبه البعض إلى توالي الأزمات مع بداية العام الدراسي، خاصة فيما يتعلق بأزمة المواصلات الخانقة في ساعات الذروة على وجه التحديد و هو ما يعني تأخر وصول الطلاب إلى منازلهم بشكل أكبر و من المحتمل أن يصل بعضهم إلى منازلهم مع حلول ساعات المغرب.