أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

رياح التغيير في المنطقة

الكـاتب : محمد خلفان الصوافي
تاريخ الخبر: 19-08-2015


لطالما دفعت منطقة الشرق الأوسط، لا سيما العرب، ثمن جغرافيتها السياسية «الجيوبوليتيكية» المهمة في الاستراتيجية الدولية على مر التاريخ لمصلحة الدول الكبرى. وغالباً يكون ما يحدث في المنطقة خلاصة لما يتم في السياسة الدولية وأحياناً (للأسف الشديد) بين الدول الإقليمية. وربما يكون في هذا تفسير لبعض ما يتم في المنطقة حالياً.

هناك حالة من عدم الفهم واضحة في أوساط المراقبين لمجموعة من التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط عموماً، التي ظهرت بعد الاتفاق النووي بين الغرب وإيران. على سبيل المثال: لقاء وزيري خارجية كل من الولايات المتحدة جون كيري ووزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في الدوحة، مؤخراً. وهناك زيارة وزير خارجية نظام بشار الأسد لسلطنة عُمان، الدولة التي ظهرت في أكثر من موقف باعتبارها وسيطاً موثوقاً به من الغرب لقضايا المنطقة. كما أن هناك جولات مكوكية لكل من وزيري خارجية إيران محمد ظريف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير لدول المنطقة والعالم.

والشيء المتفق عليه أن الأمر لا يخلو من رغبة الولايات المتحدة وروسيا في «لمِّ» أزمات المنطقة ومشاكلها التي بدأت تهدد السلم والاستقرار العالمي، وتؤثر في مصالحهما. وبالنسبة إلى روسيا هناك منطقة آسيا الوسطى المجاورة لها التي يشتهر بعضها بأنه يصدر المتشددين المسلمين، وفي مقابل ذلك هناك إشارات ولو ضئيلة بأن يقابَل التجاوب الأميركي مع القلق الروسي بتنازلات سياسية روسية في أوكرانيا، الأمر الذي يذكرنا بصفقة جورجيا مقابل العراق في 2008.

وقد يبدو لنا أن التحركات الدبلوماسية تسير في اتجاهات مختلفة، بل متناقضة أحياناً، وهذا ما يسبب ارتباكاً وغموضاً لدى المراقبين، ولكن الشيء الواضح أن هناك حالة من «التفاؤل السياسي» والحماس من أجل إيجاد حلول لـ«الملفات المفتوحة» في المنطقة ولو لوقت محدود كي لا تتمدد آثارها الأمنية لتطال الغرب. كما يبدو لنا أيضاً، أننا نعيش لحظة نادرة في تاريخ منطقتنا قلما تتكرر، وهي لحظة تعاون دولي وإقليمي من أجل السيطرة على الوضع المنفلت أمنياً. والتخوف هنا أن تنتج عن هذا التعاون «إعادة تشكيل» المنطقة بشكل جديد لا يتناسب والمصالح العربية، كما اعتدنا!

لو حاولنا أن نلخص ما يتم، فإنه يمكننا أن نوجزه في نقطتين، النقطة الأولى: أن الدول الكبرى انتبهت إلى أنها أساءت التصرف حين تركت الأمور الأمنية «الفوضى» تتطور في المنطقة بالشكل الذي نمت معه أزمات تهدد الغرب مثل الإرهاب والمهاجرين الذين يحاولون الدخول إلى الدول الغربية مع ما يحملون من مشاكل هي من صميم «الشرق الكبير»، فباتوا يفكرون في استقرار هذه الدول باعتبارها جهات أساسية ومهمة في السيطرة على الأوضاع فيها.

النقطة الثانية: إن التدخل الدولي في ترتيب أوضاع المنطقة هو جزء من «عرف» المنطقة، بل إن تعاون القوى الدولية المتنافسة من أجل السيطرة على انفلات الأوضاع الأمنية معروف على مر التاريخ، لأن البديل هو التدهور في التعامل مع أزمات المنطقة الذي يعني تعميق الكوارث الإنسانية التي ستؤثر آلياً في الدول الغربية عموماً.

إذا كان العرف الدولي يقر بتعاون «الخصوم» من أجل تحقيق بعض الأهداف التي قد تمثل تهديداً لمصالحها، فإن مخاطر تفاقم القوى الإرهابية والمتطرفة هي التي دفعت بالقوى الدولية والإقليمية للتفكير من أجل التعاون في تقليل فرص تدهور الوضع في الشرق الأوسط، المنطقة المهمة في الاستراتيجية الدولية. وإذا كان العالم يشعر بالقلق من حالة انتشار الإرهاب واستمراره طويلاً، فعلينا ألا نستغرب من أي تقاربات سياسية كانت تبدو لنا حتى وقت قريب غير ممكنة أو مستحيلة الحدوث، فكل شيء في السياسة جائز! كما أن علينا ألا نستغرب من إجبار الدول الكبرى لحلفائها الإقليميين على التنسيق والتعاون، بل إن التضحية ببعض الحلفاء مثل النظام السوري (كما تفعل روسيا وإيران حالياً) هو جزء من تفاعلات السياسة الدولية.

وفي ظل كل هذا يبقى أمل الإنسان العربي أن ينشأ تحالف بين العرب من أجل ألا تكون منطقتهم «ساحة تنافس» دائم للقوى الدولية، وأحياناً للقوى الإقليمية، بل أن يكون هذا التحالف قادراً على حماية مصالحهم والدفاع عنها.