قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير: "إن الأزمة في سوريا سوف تنتهي، إما عن طريق العملية السياسية، التي من شأنها أن تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة، للوصول إلى سوريا الجديدة من دون الأسد، وإما عبر الحسم العسكري، أي عبر إلحاق الهزيمة بالأسد".
جاء ذلك في تصريحات نقلتها التلفزة الإيطالية الحكومية، في أعقاب محادثات أجراها الجبير مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني، في روما، الجمعة(7|8) اعتبر فيها أن "الفرصة الوحيدة للتوصل إلى حل للأزمة السورية، هي في الاستناد إلى المسار السياسي الذي نص عليه إعلان جنيف واحد".
وسادت مؤخرا تسريبات إعلامية محسوبة على نظام الأسد في دمشق وبيروت وطهران والقاهرة أن السعودية تقبل حلا سياسيا في سورية يمنح الأسد فرصة في مستقبل سورية. وهو ما نفاه الجبير بهذا التصريح.
وسرت معلومات صحفية طوال الأسبوعيين الماضيين عن زيارة على مملوك مدير جهاز الأمن القومي لدى نظام الأسد إلى جدة واجتماعه بمسؤوليين سعوديين، اشترطوا خروج حزب الله والمليشيات الشيعية من سوريا لوقف الرياض دعمها للمعارضة. وزار وليد المعلم وزير خارجية الأسد مؤخرا سلطنة عمان وسط حديث متزايد حول مبادرة إيرانية ألمح سفير نظام الأسد السابق في الأردن بهجت سليمان إلى رفض نظامه لها. وصرح الرئيس أوباما الليلة الماضية أن روسيا وإيران تدركان أن نظام الأسد في أيامه الأخيرة، بعد يومين من تصريحات للرئيس التركي أردوغان الذي نقل انطباعاته بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "غير متمسك بالأسد".
وأكد الجبير أن "هذا المسار(السياسي) يعني تبني عملية انتقالية، تشكل خلالها سلطة تتكون من تمثيل واسع للقوى السياسية السورية، وتعمل على صياغة دستور جديد، والإعداد لانتخابات عامة في البلاد، مع كل ما يصاحب ذلك من إجراءات، تفضي إلى تشكيل حكومة منتخبة، لا يكون بشار الأسد طرفاً فيها".
وتقترب المبادرة الإيرانية كثيرا مما طرحه الجبير في تصوره للمسار السياسي في سوريا.
وأكد الجبير تصميم حكومة بلاده "على توفير الدعم للمعارضة السورية المعتدلة".
مملوك في جدة
في الأثناء كشف مصدر سعودي عن وصول طائرة سورية قبل أيام إلى مطار جدة غرب السعودية وبداخلها مدير جهاز الأمن القومي للنظام السوري اللواء علي مملوك، الذي بعثه رئيس النظام السوري بشار الأسد، ليلتقي بمسؤولين سعوديين بحضور مسؤولين روس.
وأضاف المصدر السعودي أن الرياض أبلغت موسكو بمبادرة تهدف من خلالها إلى إحلال السلام الذي يرضى به السوريون أو تعرية الأسد أمام حلفائه الروس.
وقدم السعوديون مبادرتهم التي جاء نصها: "السعودية وحلفاؤها سيوقفون دعم المعارضة السورية بشرط خروج إيران وحزب الله والميليشيات الشيعية من سوريا"، وبذلك يكون "الصراع سورياً سورياً، أو الحل سورياً سورياً". فكان جواب اللواء علي مملوك: "كيف نتصرّف مع حزب الله؟ نريد فرصة للتفكير!”.