أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

أميركا وإيران.. اللدودان ينتصران

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 07-08-2015

مُنذ انطلاق الثورة الخمينية في إيران الشاهنشاهية واحتلال السفارة الأميركية والأزمة الحادة التي استمرت بعد ذلك الحادث بعقود وإلى هذه الساعة لم تطلق أميركا «الشيطان والعدو الأكبر» على إيران رصاصة واحدة على الدولة الثورية.

رغم دخول إيران في حرب الثماني سنوات مع العراق وحروب بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين، إلا أن أميركا ومعها دول الغرب لم يتقدموا سنتيمتراً تجاه محاربة إيران التي طال نفوذها الطائفي كافة قارات العالم.

ولكن مع ذلك ضيعنا أعماراً مديدة ونحن ننتظر من أميركا أو على الأقل إسرائيل التي تخشى من إيران محوها من الوجود أن تطلق رصاصة الرحمة على النظام الإيراني «العدو اللدود» للعالم أجمع، هذا البعبع الإيراني لم يصب من ذلك الوقت في 1979 وإلى أن قطفت إيران ثمرات كل شيء بانتصارها سياسياً على العالم أجمع بعد التوقيع المرير على الاتفاق النووي الذي يهيئ إيران من جديد لتصبح دولة طبيعية في العالم كله بكل تهليل وترحيب، وإن كانت صور ذلك القبول المباشر والمتردد مختلفة من دولة إلى أخرى، ولكن بصورة إجمالية اعترف الجميع بالنصر السياسي لإيران في هذا المشوار الذي دفع بمشروعه المستقبلي قفزات إلى الأمام.

هذه ليست صفحة جديدة للعالم الأكبر، بل هي وجه آخر يتم التعامل مع إيران نووية بشهادة العالم الذي جلس مع هذا النظام طوال ثلاثة عشر عاماً من الجولات المملة والماراثونية في ذات الوقت، وكان إصرار أوباما واضحاً جداً في استقطاع قطعة مناسبة لكعكة الانتصار السياسي الذي وعد به جمهوره المنتخِب من الشعب الأميركي.

فسياسياً، بلا مواربة، فـ«العدوان اللدودان» ينتصران في هذه المعركة التي لم تكلف الغرب بكل أطيافه ثمن رصاصة في ميدان الحروب الحقيقية بين الدول وإن كلفت إيران أثمان العقوبات التي بدأت بهذه الاتفاقية بالحلحلة التدريجية ولصالح النظام الإيراني في المستقبل القريب.

هذا جزء من النصر السياسي يراد الآن أن تتحول نتائجه بعيدة المدى إلى نصر اقتصادي كذلك لمصلحة العدوين اللدودين اللذين تحولا معه قرابة أربعة عقود إلى حليفين طبيعيين يشاركان العالم حتى المضاد لهما في الاتجاه نتائج هذا النصر السياسي المبين.

الأمر الأكثر جوهرية وأهمية فيما بعد هذا الاتفاق المصيري لكل الأطراف التي شاركت وسعت إلى نجاحه، ما علاقة هذا الاتفاق النووي بالبعد الطائفي أو المذهبي الذي يبنى عليه أساس النفوذ الممتد لإيران في المحيطات العابرة للقارات والأكثر لدى الجيران اللصيقين بها لصوق الجغرافيا بالتاريخ وإن جاء رد السياسة لتفرق بينهما.

كل مهنئي إيران من العالم العربي المكلوم بداء النفوذ الإيراني تحدثوا إليها بعد فوزها على نفسها تجاه أميركا والغرب بالأماني العراض والآمال الطوال، فيما أصحاب المشروع الإيراني واصلوا الليل بالنهار مع طول الصبر والعتاد لإقناع الغرب بأن إيران ليست مشكلة، بل جزءاً من الحل والخطاب العربي والإسلامي يذهب إلى عكس ذلك إلى ما قبل الاتفاق أما بعد فلم تتضح الرؤية بعد.

يحتاج العرب إلى جرعة كبيرة من الانتصار على النفس أولاً حتى يستطيعوا أن يواجهوا استحقاقات السياسة الإيرانية المقبلة تجاه مناطق نفوذها التي لن تقلصها هذه الاتفاقية النووية؛ لأنها مقطوعة الصلة بها، ولكن من المؤكد أن إيران وأميركا بالذات سوف تذهبان بعيداً جداً فيما كان تابو سياسياً لعقود مضت من عمر الزمن، فعلى العرب أن يبحثوا لهم عن مشروع يلتفون حوله بدل الذهاب بعيداً وفيما هم غارقون فيه.