أعربت وزارة الخارجية القطرية عن تحفظ الدوحة على البيان الصادر من الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، بشأن استنكار جامعة الدول العربية للقصف التركي على مناطق في شمال العراق، مجددة دعم قطر للإجراءات التركية.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان لها الثلاثاء(4|8) نشرته وكالة الأنباء الرسمية، إن البيان الصادر باسم الجامعة العربية "لم يتم التشاور حوله مع الدول الأعضاء في الجامعة"، مشددة على "تضامن دولة قطر الكامل مع الجمهورية التركية الشقيقة في ما تتخذه من إجراءات وتدابير لحماية حدودها وحفظ أمنها واستقرارها".
ونبهت الخارجية القطرية في بيانها على حق تركيا في الدفاع عن نفسها، والقضاء على مصدر التهديد، من أي جهة أتى، وذلك بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تعطي الدول بشكل منفرد أو جماعي، حق الدفاع عن النفس في مواجهة الهجمات المسلحة، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة على الحدود وفي "سوروج" وفي الداخل التركي، تؤكد مدى وقوع تركيا تحت تهديد "التنظيمات الإرهابية"، وضرورة تحركها فورا لإزالة هذا التهديد.
وكان أمين الجامعة العربية نبيل العربي أصدر بيانا "استنكر فيه القصف التركي على مناطق في شمال جمهورية العراق".
وطالب العربي في بيانه، تركيا بـ"احترام سيادة العراق على كامل أراضيه، وبالالتزام بمبادئ حسن الجوار وبالاتفاقات المُوّقعة بين العراق وتركيا، وعدم التصعيد، واللجوء إلى التفاهم بين البلدين للتعاون من أجل معالجة كافة الأمور المتعلقة بالحفاظ على أمن واستقرار الدولتين".
يشار أن تركيا قصفت حزب العمال الكردستاني المصنف في تركيا والولايات المتحدة ودول أخرى بأنه منظمة إرهابية تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية. ودخلت الحكومة التركية في محادثات سلام مع الأكراد في السنتين الأخيرتين وكادت أن تصل المحادثات إلى إقرار سلام دائم بين الجانبين لولا تداعيات الأزمة السورية على عموم المنطقة.
ووقعت الحكومة التركية والعراق إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اتفاقية تسمح لكلا الجانبين التوغل داخل أراضي الطرف الثاني لمسافة 15 كيلومترا لمطادرة مقاتلي حزب العمال.
وكانت مقاتلات مصرية قصفت أهدافا في ليبيا في فبراير الماضي بشكل معلن بعد أنباء عن ذبح داعش لنحو 20 قبطيا، وأصدرت الجامعة العربية في حينها بيانا أكدت حق مصر في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب في محاولة للتغطية على اعتداء نظام السيسي على سيادة دولة ليبيا.
ومن جانب آخر فإن مليشيات إيران الشيعية تستبيح العراق وتنشر وسائل إعلام عراقية رسمية للجنرال الإيراني قاسم سليماني على أعتاب مدينة الفلوجة وغيرها من المدن العراقية دون أن يواجه ذلك أي استنكار أو إدانة من الجامعة العربية.
كما أن بيان العربي سكت عن سيادة الدولة السورية رغم أن القوات التركية تقصف الشمال السوري، ولان المستهدف "داعش" فقد تجاوز البيان مسألة السيادة السورية .
وفيما يتعلق بالموقف القطري، فقد كشف عن كيفية إدارة الجامعة العربية ونزولها إلى رغبة عضو أو عضوين في الجامعة والتحدث باسمها دون الرجوع للدول الأعضاء. كما أن قطر ترد على بعض الدول الخليجية في بيان سابق لمجلس التعاون الخليجي في فبراير الماضي عندما نفى اتهامات ممثل مصر في الجامعة العربية للدوحة برعايتها للإرهاب. ولكن دولة الإمارات تحفظت على بيان أمين عام المجلس عبد اللطيف الزياني وأكدت أن أحدا لم يستشرها فيه، ما دفع لإصدار بيان آخر.
ويرى متابعون إن الموقف من تركيا يشكل أحد مواطن الخلاف بين دول الخليج والدول العربية، خاصة بعد رفض أنقرة تأييد الانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري محمد مرسي.