كتب رئيس تحرير صحيفة "المصريون" جمال سلطان مقالا حول زيارة محمد بن سلمان الأخيرة للقاهرة بعنوان،" دلالات زيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة". وقال سلطان إن الزيارة سببت جدلا واسعا داخل مصر من جانب مؤيدي نظام السيسي وخصومه وحظيت باهتمام إعلامي إماراتي.
وقال، أثارت الزيارة التي قام بها محمد بن سلمان، لمصر قبل يومين جدلا واسعا ، واستقطبت تعليقات كثيرة داخل مصر وخارجها، خاصة في منطقة الخليج العربي.
سلطان أكد أن أبرز ما في زيارة عبارات المجاملة، قائلا،" رغم قصر الزيارة التي لم تتعد الساعات القليلة، وعدم وضوح الرؤية حول مضمونها وأولوياتها، بخلاف العبارات المجاملة وإعلان النوايا الذي صدر في أعقابها في بيان مشترك، إلا أن الجميع نظروا لها بحساسية كبيرة".
وأشار سلطان إلى أن السيسي نفسه حاول استغلال الزيارة لإظهار التوافق بين الرياض والقاهرة في أعقاب التوتر الإعلامي مؤخرا. وقال سلطان، "إن السيسي نفسه قال في تصريحاته أن دلالة الزيارة مهمة وترسل برسائل للجميع أن السعودية ومصر هما جناحا الأمن القومي العربي، وبدا واضحا حرص السيسي على التقاط صور في أجواء صداقة حميمية وضاحكة مع الضيف السعودي الكبير، وهو ما يعني أن السيسي كان واعيا بحساسيات تلك الزيارة بعد ما تسرب للإعلام العربي والدولي عن تصدعات في العلاقات المصرية السعودية، وأنه كان حريصا على أن يرسل رسالة عكس ما ينشر ".
وأردف سلطان قائلا، أنصار السيسي أيضا، خاصة في الإمارات، احتفلوا بالزيارة والصور التي التقطت خلالها بشكل لافت، وهو ما يكشف أيضا عن انتشار "التوتر" في قطاعات متزايدة من حدوث شرخ بين السعودية ومصر الآن، لأن هذا الشرخ ستكون عواقبه بالغة الخطورة على النظام السياسي المصري، وعلى مجمل أوضاع في المنطقة كلها، وعلى تحالفات طارئة تشكلت في أعقاب الربيع العربي، وهي تحالفات أصابتها هشاشة حقيقية في العام الأخير، وخاصة بعد انفجار الأوضاع في اليمن ، وتولي قيادة جديدة في المملكة، حيث لا يخفى أن الخلاف كبير وواسع بين مصر والسعودية تجاه الأوضاع في سوريا، والخلاف كبير أيضا في تصور الطرفين لمواجهة الأوضاع في اليمن، حيث تحتضن السعودية بصورة مطردة قيادات ورموزا للإخوان المسلمين، وتحتضن مصر قيادات ورموزا للحوثيين، وكذلك هناك خلاف في تقديرات الأمور والأولويات تجاه الملف الإيراني"، وكل ذلك حسب سلطان .
وأشار السيسي إلى الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة والذي يفرض على الرياض والقاهرة التعامل مع بعضهما، قائلا،" السيسي يعرف أن نظامه شبه مرهون بطبيعة العلاقة مع الخليج العربي بقيادة السعودية، ولذلك هو لا يخاطر أبدا، وتحت أي ظرف، بخسارة علاقته مع المملكة ، ويراهن أيضا على إدراك المملكة أنها لا تتحمل أي اهتزاز في النظام بمصر وسط هذه الفوضى التي تضرب المنطقة كلها، بغض النظر عن قبولها أو اقتناعها بالسيسي نفسه"، على حد تقدير سلطان.
ونوه سلطان إلى حجم الانتقادات الإعلامية المصرية ضد السعودية، مؤكدا إن السعودية تدرك أن هذه الانتقادات تعبر عن "أصوات رسمية"، وخاصة انتقادات هيكل الأخيرة.
ولاحظ مراقبون مواكبة الإعلام الإماراتي لزيارة محمد بن سلمان والترويج لتصريحات السيسي الإيجابية بحق السعودية ونشرت صحف إماراتية تقارير مسهبة حول الزيارة وخصصت صحيفة البيان المحلية إحدى افتتاحياتها "لإعلان النوايا" الذي صدر بالقاهرة عن السيسي ومحمد بن سلمان حسب وصف سلطان. ويرى مراقبون أن الإعلان لا يتعدى إعلان نوايا أكثر منه اقتراب أو تطابق في المواقف بين البلدين، مرجحين أن الإعلان جاء في سياق تبديد التوتر الإعلامي مؤخرا بين البلدين.