رأت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها أن التحول في زخم الحرب في اليمن راجع لوصول مئات من المقاتلين اليمنيين الذين تلقوا تدريبهم في السعودية. وهناك إمكانية لأن تعمل القوة العسكرية الجديدة على حرف ميزان الحرب لصالح التحالف الذي يرغب بإعادة الرئيس هادي للبلاد بعد أن أجبره المتمردون على الفرار من العاصمة صنعاء، ومن ثم عدن حيث يقيم اليوم في العاصمة السعودية الرياض.
ووسعت القوات المدعومة من السعودية هذا الأسبوع مدى الهجمات إلى شمال ميناء عدن في محاولة لتوسيع المكاسب التي تحققت ضد الحوثيين. وقال سكان المدينة إن المقاتلين يحضرون للسيطرة على قاعدة العند الجوية التي قالت تقارير إنها أصبحت بأيديهم.
وفي منتصف الشهر الجاري تمكنت المقاومة الشعبية من استعادة أجزاء كبيرة من عدن ومطارها وميناءها بدعم من مقاتلات التحالف وتزويد المقاومة بأسلحة نوعية قادرة على التصدي لما يمتلكه الحوثيون من سلاح صادروه من الجيش اليمني بعد الاستيلاء على معسكراته منذ سبتمبر الماضي بعد سيطرتهم على صنعاء.
و يرى كاتب التقرير، هيو نيلو، أنه في حالة وسع المقاتلون من مناطق سيطرتهم خارج مدينة عدن فقد يجبرون الحوثيين على المفاوضات، وإن لم يحدث هذا فقد يقومون برسم منطقة لهم في جنوب اليمن يمكن للقوات البرية السعودية التحضير منها لعملية عسكرية واسعة.
ولكن الإنجازات الأخيرة لا تعني نهاية الحرب لأن الحوثيين سيقاتلون تقدم القوات الجديدة، كما إن القبائل اليمنية والميليشيات التي تقاتل إلى جانب القوات المدربة سعوديا لا تشترك في أهداف الحملة السعودية على اليمن.
ويجري الحديث عن برنامج تدريب لليمنيين حتى يقوموا بمواجهة الحوثيين، إلا أن التفاصيل حوله ظلت غامضة. وجرى الحديث خلال الأشهر الماضية عن عمليات إنزال للمقاتلين الذين أنهوا تدريبهم في السعودية.
وجاء تدريب اليمنيين نظرا لتجنب دول التحالف إرسال قواتها البرية إلى اليمن خشية التورط في مستنقع الحرب وتعرضها لخسائر كبيرة نظرا للطبيعة المتحركة للحرب. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي سعودي سابق تأكيده تلقي ألاف من اليمنيين التدريب في معسكرين على الأقل جنوب السعودية، فيما أكد العسيري وجود برامج تدريب لكنه امتنع عن تقديم التفاصيل.
وطالب الكاتب الصحفي عبد الرحمن الراشد في مقال له مؤخرا بصحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان "ما بعد القوات السعودية والإماراتية في عدن" طالب فيه الرياض وأبوظبي بالزحف نحو الشمال حيث العاصمة صنعاء وعدم الاكتفاء بتحرير عدن مؤكدا أن تحرير عاصمة الجنوب محطة تحرير لا انفصال، حسب ما يتخوف منه مراقبون وتسعى إليه دول خليجية.