أعلنت مصر عدم نيتها رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران، فيما قالت سلطنة عمان، إنها لن تشارك في القوة العربية المشتركة، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده وزيرا خارجية البلدين بالقاهرة.
فقد نفى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عزم بلاده رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى سفارة، قائلاً: "العلاقات بيننا كما هي عليه، وليس هناك تطور يؤدي إلى تغيير الموقف الحالي"، في إشارة إلى اقتصار التمثيل الدبلوماسي على قائم بالأعمال فقط، منذ الثورة التي أطاحت بالشاه الإيراني ولجوء الأخير إلى مصر، ما أدى لتوتر شاب علاقات البلدين على مدى عقود.
وأشار شكري إلى أن مصر تعمل على تحقيق استقرار المنطقة، والحفاظ على الأمن القومي العربي، وقال: "نعتبر أن كل ما يمس أمن منطقة الخليج، يمس الأمن القومي المباشر لمصر"، مشدداً على "وحدة المصير المشترك الذي يربط مصر بأشقائها في الخليج".
وأوضح الوزير المصري أن القوة العربية المشتركة، يمكن لكل دولة أن تسهم فيها، وهو عمل طوعي وليس موجهاً لأي طرف، وإنما للدفاع عن المصلحة العربية المشتركة.
من جانبه، وصف يوسف بن علوي، وزير خارجية سلطنة عمان، علاقات بلاده مع إيران بـ "الجيدة"، وأنها "تتسم بعلاقات حسن الجوار"، وقال: "على العلاقات (مع إيران) أن تكون جيدة، وتتسم بالمصلحة المشتركة، وأن يستفيد منها جميع الأطراف، لا أن تكون المصلحة لطرف على حساب آخر"، على حد تعبيره.
وحول استمرار تحفظ سلطنة عمان على تشكيل القوة العربية المشتركة والمشاركة فيها، قال بن علوي: "إننا نعول كثيراً على أن تتمكن الدول العربية من إنشاء القوة العربية المشتركة، للأغراض والضرورات القائمة في الوقت الحالي".
وشدد الوزير العماني على أن بلاده لن تشارك في تلك القوة، وفقاً للنظام الأساسي للقوات المسلحة العمانية، الذي يحظر عليها أن تعمل خارج إطار مجلس التعاون الخليجي، موضحاً: "لا يمكن أن نتدخل في هذه التجمعات".
ويجري الوزير المصري جولة خليجية بدأها بالرياض وشملت الكويت وأبوظبي. ويعتبر ملف علاقات القاهرة مع طهران أحد الملفات التي تثير خلافا بين السعودية ومصر. وظلت مصر على الدوام تنظر بصورة مختلفة عن نظرة دول الخليج لإيران حتى وإن ظلت العلاقات الدبلوماسية معها في حدودها منذ نحو ثلاثة عقود. وفي حين ترى دول الخليج في إيران "عدوا" جراء سياساتها العدوانية في المنطقة وعبثها في الدول العربية ومواصلة تهديداتها لدول الخليج ترى القاهرة أن إيران قد تكون في أحسن الأحوال "خصما". ولكن وبعد الانقلاب العسكري ظهرت نوايا لدى نظام السيسي بأن يخطو خطوات متقدمة اتجاه تطبيع علاقات نظامه مع نظام طهران في الوقت الذي تشتد فيه حدة التوتر بين الرياض وطهران، وهو ما يجعل ملف العلاقات المصرية الإيرانية معلقا أو يواجه صعوبات على الأقل حتى الفترة القادمة.