أحدث الأخبار
  • 08:17 . تقرير إسرائيلي: الطيران الإماراتي مثل شريان حياة للإسرائيليين رغم الحرب والمقاطعة... المزيد
  • 06:08 . استشهاد 37 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على غزة منذ فجر الاثثنين... المزيد
  • 06:03 . الإمارات وعُمان توقّعان تفاهماً لتعزيز التعاون في مجال الرقابة... المزيد
  • 12:04 . رئيس الدولة يصدر مرسومًا بإعادة تشكيل مجلس أمناء "إرث زايد الإنساني"... المزيد
  • 12:02 . انطلاق امتحانات التعليم المستمر اليوم بامتحان الفيزياء للصف الـ12... المزيد
  • 11:55 . ناشطة أمريكية يهودية تدعو العرب لوقف التطبيع ومعاقبة الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:50 . مسودة القمة العربية الإسلامية: العدوان الإسرائيلي على الدوحة يقوّض مسار التطبيع... المزيد
  • 11:48 . بريطانيا تمنع ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي من الدراسة بكليتها الملكية... المزيد
  • 11:46 . هجوم حوثي يستهدف مطار رامون ومنطقة عسكرية في النقب جنوب "إسرائيل"... المزيد
  • 10:50 . الرئيس الإسرائيلي يدعو إلى تعزيز العلاقات مع أبوظبي بعد الهجوم على قطر... المزيد
  • 07:42 . رئيس وزراء قطر: الممارسات الإسرائيلية لن توقف جهود الوساطة لإنهاء حرب غزة... المزيد
  • 06:41 . الأمن السيبراني يحذر: كل تفاعل على وسائل التواصل يترك أثراً رقمياً يمكن تتبعه... المزيد
  • 12:39 . تقرير عبري: أبوظبي رفضت استقبال نتنياهو حتى إعلان وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 12:18 . الموساد لا يستبعد تعطل صفقة غزة بعد الهجوم على قطر... المزيد
  • 12:12 . دبي.. القبض على عصابة دولية تستغل شركات وهمية لتمرير أموال مسروقة... المزيد
  • 11:45 . وزير الخارجية الأمريكي يصل "إسرائيل" بعد أيام من هجومها على قطر... المزيد

تحية لعظمة المرأة الإماراتية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

هي وحدها دون الخلق، دون الجميع، تصنع الفرق حيثما كانت ووجدت، لا تؤمن بمنطق «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن»؛ لأنها عجنت من طين مقاوم لليأس وصانع حقيقي للشهقة البكر والنظرة البكر والحياة في أقوى تجلياتها.

فإن حاذى الجميع الألم وتحاشوه وتهيبوه وخاصموه تلفعت هي بصبرها، وخاضت الألم حتى نهاياته، صامتة كجبل وباذخة كبهاء قديسة.

إنها حين تنتمي برضا إلى الرجل، حين يكون أباً أو أخاً أو زوجاً، فإنها لا تعبر عن ضعف أو استسلام أو قبول بالدونية، لكنها تعبر عن إيمان حاسم بمنطق الشاعر القائل: «تجري الرياح كما تجري سفينتنا.. نحن الرياح ونحن البحر والسفن».

فما يضر البحر شهرة السفن ولا يضيره سطوة الريح، فالبحر سيد بلا منازع، يتمدد بعنفوان ساطع على كل جهات الأرض، كم تبدو عظيمة المرأة في كل تجلياتها وأدوارها: أماً، وأختاً، وابنة، وزوجة، وكم منحت ولا تزال هذه المرأة الرجل تلك السكينة التي ينشدها، والمحبة التي لا تتم حياته من دونها، وامتداد الحياة الذي تتمحور حياته فيه، وذلك المجد الذي لا يناله أحياناً إلا من خلالها حتى وإنْ غادرت الحياة، لذا يبدو غريباً جداً على القلب والأذن كل حديث عن إهانة المرأة، وتعنيف المرأة، واستغلال المرأة وتوظيف المرأة و«تشييئ» المرأة (جعلها شيئاً لا قيمة له)، فحق على من يفعل ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».

حينما يتم تكريم الموظفين والمتميزين والمتفوقين، فإن الأمر يبدو عادياً ومما ألفه الناس في هذا الزمان، ذلك أن لكل مجتهد نصيباً، وهو منطق إداري في التحفيز واستنهاض الهمم، لكن حينما تكرم نساء لسن من هذا النوع من مشاهير العمل والفن والأدب، ممن نعرفهن بأسمائهن ووجوههن، هؤلاء النساء اللواتي حفرن في ذاكرة الوطن ذاكرة لن تمحوها الأيام بما قدمن من خدمات ومواقف، فإن الإنسان يقف لهن احتراماً ويقف إعزازاً وفخراً بهذا الوطن الذي يكرم هؤلاء النساء ممن لن تظهر صورهن ولا ألوان ثيابهن يوماً على صفحات المجلات النسائية البراقة ولا على شاشات التلفزة اللامعة، هؤلاء صنف من النساء يطير القلب فرحاً بهن، ويطير الوطن إيماناً بوجودهن، ويمشي الرجال فخراً تحت أسمائهن.

في حفل توزيع جائزة أبوظبي التي منحت لأكثر الأشخاص استحقاقاً ممن رشحهم أفراد المجتمع لنيل الجائزة تقديراً لأدوارهم ومواقفهم وخدماتهم وأثرهم في المجتمع وفيمن حولهم، منحت إحدى الجوائز لسيدة لم نعرف من خلال الحفل سوى اسمها وما كانت تزاوله من خدمات جليلة لمن حولها، لكن الذي لفت الأنظار كان دعوة ابنها لتسلم الجائزة نيابة عن والدته، كان الابن فخوراً وسعيداً بالموقف وبالجائزة، خاصة نحن نتحدث عن مجتمع محافظ جداً وعقلية قبلية صرفة، تكونت لدينا عبر الزمن صورة نمطية متداولة في طريقة ودرجة تعاطيها مع المرأة، وعلو مكانتها وذكر اسمها على رؤوس الأشهاد، وأظن أن جزءاً كبيراً من تلك الصورة، إما أن يكون مغلوطاً أو مبالغاً فيه أو تغير عبر أزمنة التغيير وسنوات التنمية التي مر بها المجتمع في الإمارات.

أيتها المرأة العظيمة في الإمارات: أنت عظيمة على الدوام، ولولا عظمتك وعلو همتك ما احتملت ذلك النوع القاسي من الحياة في سنوات الكفاف قديماً، ولما صبرت وكافحت، وبإيمانك صنعت حياتك وحياة من حولك، مستنبتة من العدم خيوط ضياء وأمل وحياة، نسجت ثوب اليوم الذي نرفل فيه جميعاً بكامل بهائه.