قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن القوات المهاجمة لمدينة الفلوجة غرب العاصمة بغداد، تنتظرها خسائر فادحة؛ بسبب قلة الخبرة وضعف الإعداد.
وأوضحت الصحيفة أن عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة يستعدون للانضمام إلى معركة الفلوجة في محاولة لاستعادتها من قبضة تنظيم الدولة، بعد 18 شهراً من سيطرة التنظيم على المدينة، حيث تعتبر معركة الفلوجة مرحلة حاسمة في العراق كما كانت إبان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
ونقلت عن العميد علي مصلح، وهو قائد بارز في مليشيات الحشد الشعبي الشيعية، قوله إن القوات الحكومية والمليشيات تحيط بالمدينة من ثلاث جهات، مع الإبقاء على ممر آمن لخروج العوائل.
وتحدثت الصحيفة البريطانية عن معاناة المليشيات الشيعية من النقص والضعف في عدة جوانب، وفقاً لما نقلته عن العقيد صلاح رجب، نائب قائد كتيبة في لواء الإمام علي، قوامها 300 شخص، ما يحد من قدرة هذه المليشيات على فعل شيء في الفلوجة.
صلاح رجب يرقد حالياً في مستشفى الحسين التعليمي بكربلاء جنوب بغداد، من جراء انفجار قذيفة مورتر بمدينة بيجي أدت إلى بتر ساقه اليمنى.
وقال رجب، في شرحه لجوانب القصور لدى المليشيات: "لدينا نقص في خبرة القادة الميدانيين. إنهم لا يعرفون كيف يديرون الهجوم، مع أن هناك ضباطاً محترفين من الجيش، وعادة ما نستمع إليهم. كما أن هناك عاملاً آخر مهماً، يتمثل بضعف التدريب للمتطوعين، مما يجعلهم أقل كفاءة وأكثر عرضة للخسائر"، مشيراً إلى أن مدة تدريب المتطوع هي 3 أشهر، في وقت هو يحتاج إلى 6 أشهر.
ويؤكد رجب أن هذا النقص في الخبرة والتدريب لا يؤثر فقط على التكتيكات، وإنما أيضاً على أمن القوات، قائلاً: "داعش باستمرار يقوم بقرصنة اتصالاتنا ومعرفة ما نقوم به، مما يؤدي إلى إلحاق خسائر فادحة بقواتنا".
ويعتمد تنظيم الدولة بشكل كبير على العبوات الناسفة والانتحاريين، كما يقول فاضل رشيد خبير المتفجرات من مدينة الناصرية جنوب العراق، الذي كان ضمن وحدة قتالية بمدينة سامراء شمال العاصمة بغداد.
والمرجح، كما تقول الصحيفة، أن التنظيم سيلجأ إلى ذات الخطط في الدفاع عن الفلوجة، وبطريقة ربما تفوق قتاله في مدينة تكريت شمال بغداد التي انسحب منها التنظيم مطلع أبريل/ نيسان الماضي.
وتعتبر الفلوجة المدينة الأكثر أهمية بالنسبة للتنظيم؛ لكونها أول مدينة استولى عليها التنظيم في يناير/ كانون الثاني 2014، كما أنها أقرب مدينة إلى بغداد يسيطر عليها التنظيم، حيث تبعد عن العاصمة 40 كيلومتراً، وكانت تعد أولى علامات الضعف في القدرات العسكرية للحكومة العراقية.
وثمة مخاوف من أن تلحق بالمدينة خسائر كبيرة بسبب الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة التي تستهدف المدينة، في وقت قيل إن التنظيم يمنع الأهالي من المغادرة.
وفي حال فشل الهجوم الحكومي على الفلوجة الذي تسانده طائرات أمريكية، فإن عملية هزيمة تنظيم الدولة ستكون صعبة وطويلة الأجل.
ومثلت مدينة الفلوجة معقل المقاومة العراقية خلال فترة الاحتلال الأمريكي، وشهدت عام 2004 معركتين لاستعادة السيطرة عليها بعد أن وقعت بيد تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى.
كما شهدت المدينة مقتل نحو 100 جندي من جنود المارينز الأمريكان خلال تلك المعارك، مما حوّلها إلى مدينة ذات رمزية خاصة.