أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

غرسوا الخير ونغرس مثلهم

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 09-07-2015


حكاية المثل القائل «غرسوا فأكلنا، ونغرس فيأكلون» من الحكايات المعروفة عن ملكٍ مرّ في أثناء تنزهه بعجوز مقوس الظهر واهن القوة يغرس فسيلاً، فتوقف مأخوذاً بنشاط العجوز وسأله عن سنّه، ثم قال له: ومتى تأكل ثمر ما تغرس وأنت في الثمانين من عمرك وهو لا يثمر إلا بعد عدة سنوات؟! فأجاب العجوز بذلك الجواب الذي ذهب مثلاً.


وأعتقد أننا في الإمارات في أمسّ الحاجة إلى تأريخ شخصية مجتمع ما قبل الاتحاد، فالنهضة الإماراتية التي أصبحت حديث أهل الأرض، وقريباً ستصل أصداؤها المريخ، وهذه التنمية الشاملة التي نراها بأعيننا في كل شبر من الإمارات، ونعيشها، وننعم بها، هي في رأيي انعكاسٌ لشخصية مجتمع الأجداد، وثمرة غرسهم.
شخصية المجتمع التي أعنيها هي قيم أفراد مجتمع ما قبل الاتحاد، وثوابتهم، وقناعاتهم، وميولهم، وتطلعاتهم، ومشاعرهم، وخطوطهم الحمراء، وآدابهم العامة، وطرائق تفكيرهم، ووجهات نظرهم، واتجاهاتهم، وسلوكياتهم، وطباعهم.


وأزعم أن الخير كان عنواناً لشخصية ذلك المجتمع، ولا أعني بالخير هنا ما قد يتبادر إلى بعض الأذهان من أنه ينحصر في مساعدة المحتاجين، فرغم أن بذل المال للمحتاج أمر محمود، لكنه من أهون الأمور على النفس في مقابل أن يكون الإنسان خيّراً تتجلى فيه قيم الرحمة والشفقة والرأفة والمحبة والصدق والوفاء والأمانة والعدل والإنصاف والمروءة، ومكارم الأخلاق بشكل عام.


ولا شيء غير الخير، وغرس الخير، يفسّر الثمر الجميل المختلف الألوان الذي جناه الأبناء والأحفاد، فلا يمكن أن يثمر غرس الشجر ولا يثمر غرس البشر، ولا يمكن للفسيل إلا أن يثمر رطباً بعد حين، ولا يمكن للخير إلا أن يثمر نهضة ونجاحاً، كما أن المقومات المادية والكفاءات الإدارية والكوادر البشرية التي نهضت من خلالها الإمارات، امتلكتها أيضاً دول أخرى قريبة وبعيدة، لكنها لم تنهض، أو انتكست سريعاً من بعد نهوض، بل إن بعض تلك الدول أصبحت أثراً بعد عين.


وتعرف الأجيال الحالية كل صغيرة وكبيرة عن كل ما كان مادياً وملموساً في مجتمع الأجداد، لكن شخصية ذلك المجتمع، بالمعنى المذكور أعلاه، لا تزال مجهولة، أو غير حاضرة في الذهنية، أو لا يتم الاعتناء بها، أو لا تُعرف قيمتها، أو هي مبثوثة بشكل مبعثر وغير مباشر في بعض الروايات الأدبية والدواوين الشعرية والكتب المعنية بحفظ ذاكرة الأجداد، وفي بعض المسلسلات والبرامج التي تحكي عن ذلك الماضي.


وأعتقد أننا في حاجة إلى أمرين لضمان أن تبقى الإمارات واحة نستظل بظلها وينعم أولادنا وأحفادنا بثمارها، الأول أن نحفر في الذاكرة الشعبية، ونسبر غور تاريخ أهل الإمارات، ونحلل شخصية مجتمع ما قبل النفط وما قبل الاتحاد، ونضع أيدينا على مكامن الخير فيه، ونضعها نصب أعيننا، ونستلهم منها، ينبغي أن تعامل قصص الخير وحكاياته باعتبارها ثروة وطنية، وجواهر نفيسة، وتنشر وتبث في كل مكان، وتدرس في المناهج التعليمية.


الأمر الثاني أن نواصل غرس الخير مهما كانت الظروف، وألا نترك الأحداث تأخذنا، وألا ندع أنفسنا تنساق وراء الأصوات التي لا يرجى منها خير، وألا نفسح الطريق أمام الذين لا ينطوون على خير ومحبة كي يعيدوا صياغة المجتمع وتغيير بوصلته.