أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

«أنا أكره تشيكو.. !»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-07-2015


مازلت أذكر شعوري بالغثيان كلما أخذني والدي، رحمه الله، إلى منزل أبو «تشيكو»، أكره كل شيء في ذلك الطفل، الذي لم يكن طفلاً مثلي! كانت رائحته دائماً زكية، كأنه يتعطر بشامبو «جونسون آند جونسون»، ملابسه نظيفة دائماً، والأدهى والأمرّ أنه كان يتحدث بإنجليزية عجيبة ومنمقة، تجعل الجميع ينظر إليه بإعجاب، ولم يكن مثلنا يقول I go كان يقول I went، ولن أنسى ما حييت نظرة أبي إليه وهو يناديه «أونكل»! عساه أنكلك الكسر قل آمين! «أونكل» هو آخر وصف يمكنك إطلاقه على أبي! كان يمكن أن يكون كل شيء في الدنيا إلا أن يكون «أونكل» لطفل رقيع مثلك.


لا أحتاج إلى تعاطفكم، معقد آخر في هذا الوطن!


* * *


هذه الإحصائية المقبلة ليست رسمية، لكنها صحيحة جداً، في رمضان هذا عزمني نحو عشرة من الأصدقاء، سبعة منهم لم يكن أبناؤهم يتحدثون العربية إطلاقاً، كانوا مثل «تشيكو»، عليه من الله ما يستحق تماماً، يتحدث إلى والده بالإنجليزية، وأصدقائي الذين أتحدث عنهم عرب بالطبع، بل قبيليون حتى آخر شفرة DNA، وحين يحس الوالد بنظراتي التي تكاد تلتهم ابنه غيظاً، يلكزه لكي يتحدث بالعربية، وليته ما فعل، فتخرج مشوّهة سخيفة، هلا عاامي، كيف هالااك، هيااك الله، أرد عليه بأسلوبه نفسه: مرهباا السااء، والله اللي خلاااف ما مااات،


أبوك لا بو حت الي يفطر عدكم!


جميع الآباء يتحدثون حول الفكرة نفسها ولديهم المبررات نفسها، لا أريد أن يعاني ابني الإنجليزية، ويخاف، كما كنا وكما أصبحت مادة «العنقليزي» عقدتنا، منهم من يرى أن الوظائف العليا لا تفتح إلا لمن يرطن بلغة لا تشوبها شائبة، منهم الكسول الذي ترك ابنه للبشكارة لكي يصبح لديه وقت، ويتمكن من إعطاء دورات في اللغة العربية للطلاب الحاصلين على دور ثانٍ، المبررات تتشابه، لكن الحجة واهية، فإتقان لغات عدة لم يعد أمراً غريباً في العالم «المُعولم» اليوم، والإنجليزية لغة مهمة، بل هي الأهم، ولكن اكتسابها من كل مكان، وفي كل مكان ممكن، أما العربية فإن لم تكتسب من أفواه قائليها فما الذي سيعوضها؟!


سيكبر ابنك وسيحصل على أفضل الوظائف والمناصب، كما كنت تحلم له أن يكون، ولكنه لن يتذوق شعراً، ولن يفهم تاريخاً، ولن يخشع لآية، فهل هذا ما تريده له فعلاً؟!


بالمناسبة بعد ثلاثين عاماً سألت عن اسم «مرحوم» الوالدين «تشيكو» الحقيقي، واتضح أنه «عبدالجبار»!