أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

تناقض واضح !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001


يمكننا القول بكثير من الثقة إن أغلب الناس لا يبالون بما يحدث لغيرهم أو حولهم، ودعوا جانباً حكاية الامتعاض والاستياء عن طريق الكتابة، فحين يكتب الناس يستفيضون في إظهار انفسهم كملائكة وكمثاليين، ذلك يمنحهم شعوراً براحة الضمير والطمأنينة، فحين يظهر الإنسان تعاطفاً مع الآخرين ويعبر عن ذلك بشكل علني وعام أمام الآخرين يشعره ذلك بسلامة موقفه العام واحيانا يشعر بشيء من البطولة والتفوق الإنساني أيضاً رغم من انه لا يفعل شيئاً أكثر من الكلام والكتابة لا أكثر، ومثل التعاطف نجد النقد والهجوم وإعطاء التصنيفات المختلفة للآخرين، فالناس لا يجيدون شيئاً قدر انتقاد وتصنيف بعضهم بعضا، الرجال ينتقدون طبائع النساء، النساء يتحدثن عن سلوكيات الرجال بعدم رضا، الأزواج غير راضين عن زوجاتهم، والزوجات لا يرضين عن أزواجهن مهما فعلوا لهن، المراهقون محل استياء من الكبار على طول الخط، والمراهقون لا يعجبهم العجب في كل شيء، وهكذا تدور رحى الأيام بينما طاحونة الحكايات تطحن أطنانا من القصص والملاحظات، هل هذا أمر طبيعي، لنعتقد ذلك ونمضي فذلك أفضل !

إن اللامبالاة والنقد الدائم وعدم الرضا والتعاطف الناقص، سلوكيات منتشرة وكأنها سمات عادية، وفي الحقيقة فهي سمات بشرية طبيعية جدا، بحيث نجد في أيامنا هذه تحديداً ، أن وجود ما هو عكس ذلك هو الغريب، حين تجد شخصاً متعاطفاً دون مصلحة تجد البعض يشكك في نواياه أو في قدراته العقلية، وحين تجد زوجاً مخلصاً ينظر له باعتباره غير طبيعي، والشخص البعيد عن لوثات العنصرية والطائفية في نظر البعض منافق أو كذاب، وهكذا... نجد اللامبالاة تطبع سلوكاً عاماً لكثرة ما اعتاد الناس على القسوة ومناظر القتل وأخبار الجريمة والعقوق والخيانة وال.... حتى تحولت اللامبالاة إلى هوية عالم بأكمله !

ليس الصغار أو المراهقون هم اللامبالون -فإذا كانوا كذلك- فإن لا مبالاتهم قد لا تؤذي أحداً سواهم، وهي مهما بلغت رعونتها تعتبر لامبالاة لها ما يبررها: فالعمر وقلة الخبرة والطيش وضيق الأفق وتبدلات الهرمونات في أجسادهم وغير ذلك تعطيهم شيئا من التبرير، لكن ماذا عن عالم الكبار، عالم العقلاء، الحكماء، الذين لا يكفون عن وصف الصغار باللامبالاة وبأنهم كائنات تافهة تستحق العقاب والتأنيب على طول الخط، بينما تفوح لا مبالاتهم هم بشكل يدفعك أحياناً للدخول في معركة مع أحدهم والتفكير في تحطيم رأسه لولا أنك شخص يجب أن تبدو مهذباً وحكيماً طوال الوقت !

جيل اليوم غير مهذب تقول لي إحدى المعلمات، هم غير مبالين بدراستهم وباحترام أهلهم ومعلميهم ، ويعبرون عن تعال غير مهذب تجاه الآخرين، قد أصدقها، وقد تكون محقة فعلا فهناك عدد كبير من الصغار لديهم هذه السلوكيات، لكن من أين أتوا بها؟ من سمح بتناميها في أذهانهم؟ أليس البيت؟ أليست الأسرة؟ أليس الكبار أليس الإعلام..؟ فمن اللامبالي هنا يا ترى؟

أظننا نحتاج لأن نراجع كثيراً من قناعاتنا وجداول المعايير التي نضعها لأنفسنا ونطبقها على الآخرين !