أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

التفكير الاجتهادي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 03-07-2015


كتب شيخ الأزهر الأسبق الإمام محمد مصطفى المراغي، رحمه الله، كتاباً مهماً في مجال تجديد الخطاب الديني، حاول فيه رسم صورة واضحة للتفكير المؤدي إلى تجديد هذا الخطاب، كتوجه استراتيجي للنهوض بالأمة الإسلامية من حالة الجمود والتمزق الذي تعيشه. وجاء الكتاب تحت عنوان «الاجتهاد»، وقد صدر عن هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، وحاول من خلاله المراغي تحفيز الهمم للبحث والتنقيب والإحاطة في الاستنباط والأحكام، ودافع عن دور العقل المسلم وحقه في الاجتهاد، ليس فقط في أمور الدين، بل في فروع العلم المختلفة لكي يستخرج الأحكام والنصوص التي تتناسب مع روح العصر ومتغيراته، وأن لا يتوقف هذا الفعل عند ظواهر النصوص دون مراعاة للزمان والمكان وتغير الأحوال.

وأكد الشيخ المراغي أن إغلاق باب الاجتهاد كان خطأً كبيراً أصاب الأمة، وهو إغلاق تأباه قواعد الأصول؛ فالاجتهاد ليس ممكناً عقلاً فحسب، بل هو ممكن عادةً كذلك، وطرقه في الأزمنة الحاضرة أيسر منها في الأزمنة الماضية. فقد توافرت مواد البحث في كل فروع العلوم على نحو لم يكن متاحاً في العصور الأولى.

وقد تجاوز الإمام المراغي في كتابه مسألة الحث على الاجتهاد إلى مسألة ضرورة التعايش بين الأديان والمذاهب، حيث أدرك بحسه الإيماني أن التنافر بين الأديان والمذاهب هو بلاء يؤدي إلى الصراع والفرقة والفتنة، وأعطى صورة واضحة لذلك عندما قال: «مما يثير العجب ويضاعف الإثم أن أهل الأديان يحشدون جنودهم ويعدون عدتهم لمقاتلة بعضهم بعضاً مقاتلة أسرفوا فيها وجعلتهم ضعفاء أمام عدوهم المشترك، وسلكوا طرقاً في التناحر مخالِفَةً لأبسط قواعد المنطق، مما جعلهم سخريةً أمام العلماء والفلاسفة وجعل كل جهودهم عقيمة النتائج».

لذلك أعتقد أنه من الضروري اليوم، وفي ظل الحديث عن تجديد الخطاب الديني، التنبه إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي خطر خروج البعض بالدين عن مساره الصحيح الذي يتوجب علينا كمسلمين اتباعه، منعاً للتطرف الذي يؤدي إلى شيوع الإرهاب بصوره المروعة، خاصة بعد أن حدث خلط في منظومة القيم، وأصيب البعض بحالة من الخواء الروحي والسير نحو عبادة المادة، مما ولّد حالة من الغيرة والحقد والخوف والتعصب الأعمى والشك إلى درجة الإلحاد.

وفي العديد من نماذج الخطاب الديني المنتشرة حالياً، يتداخل الغلو والتشدد والتطرف وتكفير الآخر وممارسة الإرهاب من تفجير وقتل واغتيال وقطع للرؤوس.. بينما تتراجع المنطلقات الحضارية لتجديد العقل وبناء الروح والفكر.

المشكلة إذن ليست في تجديد الخطاب فقط بل في الجماعات التي أصبحت تستخدم الدين غطاءً لأهدافها ومصالحها الخاصة، وتحديداً التنظيمات السرية والجماعات ذات الطابع الأيديولوجي التي تتحرك بدعم خارجي يدفعها لتنفيذ أجندات أجنبية تستهدف تخريب الأوطان والزج بشبابها في المهالك والدمار، أو كما قال والد «فهد القباع» الذي فجّر مسجد الإمام الصادق بالكويت، إنها يد الشر التي تريد خطف أبنائنا للزج بهم في مواطن الفتن والقتال.

هكذا تم ويتم العبث بمقومات الخطاب الديني، وهكذا بلغ التلاعب بالثوابت والمقدسات مبلغاً أتاح للمتطرفين تحقيق أهداف أعداء الأمة.