نشر موقع "المونيتور" الأمريكي مقالا للبروفيسور "فيتالي نعومكين" مدير معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية، والأستاذ ورئيس قسم بكلية سياسات العالم في جامعة موسكو ورئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والسياسية بموسكو تحدث فيه عما وصفها بدبلوماسية الدفاع الجوي الروسية التي نجحت في إبرام صفقة مع السعودية.
وأشار الكاتب إلى أن روسيا فشلت في بيع منظومة الدفاع الجوي "أس-300" أكثر من مرة لدول بالشرق الأوسط، لكن السعودية ربما تصبح الآن الزبون المحتمل للحصول على تلك المنظومة، فسوق السلاح السعودي حاولت روسيا طويلا التسلل إليه لكنها فشلت.
وأضاف أن الرياض حاولت في الماضي التلاعب بمصالح روسيا من أجل مصالحها السياسية عبر ربط صفقات السلاح مع موسكو بتغيير روسيا لموقفها تجاه عدد من القضايا الإقليمية بما يخدم مصالح المملكة.
وتحدث عن أنه في 2005م بدأ ممثلون عن السعودية بالتفاوض لشراء أسلحة روسية بقيمة 4 مليارات دولار، مقابل وقف تزويد روسيا لإيران بالسلاح.
وذكر أنه في أغسطس 2013م استأنف الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية حينها محادثات مع روسيا بشأن اتفاق محتمل لشراء أسلحة بقيمة 15 مليار دولار، مقابل سحب روسيا لدعمها لبشار الأسد في سوريا، ووقف منعها لإصدار قرار من مجلس الأمن ضد النظام السوري لكن هذا العرض اعتبر مزحة سيئة من قبل الروس.
وأشار إلى أن الوضع بين روسيا والسعودية يتغير حاليا للأفضل حيث عرضت روسيا على السعودية خلال زيارة ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لموسكو الشهر الماضي عقودا لتزويد المملكة بدبابات "تي-90" وصواريخ "إسكندر" وأنظمة دفاع جوي ومروحيات قتالية، ومع ذلك شكك بعض الخبراء الروس في جدية تلك العروض بناء على الخلفيات السابقة، معتقدين أن السعودية تحاول فقط إرسال رسالة تحذير لواشنطن بسبب تقرب أمريكا لإيران، لكنها غير مستعدة فعليا للتعاون مع روسيا في المجال العسكري.
وأضاف أنه وعلى الرغم من ذلك فإن الجميع لا يشارك هؤلاء الخبراء في تشكيكهم، والمسؤولين الروس يبدو أنهم جادين جدا بشأن احتمالية التعاون العسكري التقني مع الرياض بسبب المتغيرات التي حدثت في المنطقة والمملكة، مشيرا إلى أن البيانات المعلنة من عدد من المسؤولين السعوديين الكبار تقدم بعض أسباب هذا التفاؤل.
وتحدث عن أن الأمير محمد بن سلمان زار روسيا الشهر الماضي للتفاوض بشأن تعاون اقتصادي كامل بين البلدين، وكان الاتفاق الأبرز بينهما هو ما تعلق بالتوقيع على اتفاق بناء روسيا لـ16 مفاعل نووي روسي بقيمة 100 مليار دولار.