قالت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية إن وصول نظام بشار الأسد إلى نقطة اللاعودة يضع أبرز حلفائه في موسكو وطهران أمام خيارين لا ثالث لهما، إما استمرار الدعم ومضاعفته أو التخلي عن النظام، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية.
تقول الصحيفة إنه "في الوقت الذي ينشغل فيه الإعلام الغربي بصفقة الاتفاق النووي الإيراني، فإن الحرب الأهلية في سوريا تقترب من نقطة تحول، تتمثل بالمزيد من المكاسب التي حققتها القوى الجهادية السورية على الأرض".
وتضيف: "كما أن دمشق يمكن أن تسقط بأي لحظة بيد تنظيم الدولة الإسلامية، أو أي تنظيم جهادي متطرف آخر، أو حتى بيد ما يسمى المعارضة المعتدلة التي دعمتها واشنطن".
وتنقل الواشنطن تايمز عن مسؤول مخابرات أمريكي قوله: "إن أمام إيران وروسيا قرارات صعبة؛ إذا ما أصرت على مواصلة الدعم لنظام متهرئ"، مشيراً إلى أن "الذين سيدعمون هذا النظام سيكونون قريباً أمام خيارين؛ إما الاستمرار في دعم الأسد، أو قذفه في البحر في حال تم إبرام اتفاق مع المعارضة؛ لمنع أي تهديد مباشر لدمشق من قبل الدولة الإسلامية".
وفي إطار القلق المتزايد بشأن سوريا، وفقاً للصحيفة، "عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاء شخصياً ومفاجئاً مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الكرملين، حيث ورد أنه ضغط على المعلم من أجل التحالف مع حكومات في الشرق الأوسط، في إطار الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية التي سيطرت على مساحات واسعة من العراق وسوريا".
روسيا ما زالت مصرة على دعم نظام بشار الأسد، وأعلنت ذلك عبر حديث رئيسها فلاديمير بوتين في اتصالات هاتفية مع قادة السعودية وتركيا، بـ"ضرورة أن يساهم الجميع في محاربة الشر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية".
يقول المحلل السياسي جوشوا لانديس، الذي يرأس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، إنه "غير متفائل بإمكانية إعادة الروس والإيرانيين حساباتهم قريباً، بل على العكس إنهم ذاهبون إلى مزيد من التشبث بهذا النظام تمهيداً لمرحلة جديدة من المفاوضات".
ويضيف: "الهدف الأمريكي في الوصول إلى توزان يدفع الأسد إلى التفاوض، ومن ثم مغادرة سوريا، مجرد حديث، المشكلة أن أمريكا لا يبدو أن لديها نفوذاً في هذه المرحلة".
ويتابع: "نعم لدينا القيادة الأمريكية الجنوبية في الأردن، لها تأثير على بعض الفصائل في جنوب سوريا، ولدينا علاقات مع الأكراد وطلعات جوية لقصف مواقع الدولة الإسلامية، ولكن أبعد من ذلك ليس لدينا الكثير الذي يمكن أن يؤثر على سير الأمور على أرض الواقع".
مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كشفوا أن برنامج تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة يواجه مشاكل كثيرة، واصفين إياه بالهزيل.
يقول لانديس: "إذا تمكن تنظيم القاعدة أو جبهة النصرة التابعة له أو تنظيم الدولة الإسلامية من اقتحام دمشق فإننا لن نملك سوى القيام بدور المتفرج، سيكون الأمر سيئاً للغاية أن تسقط إحدى عواصم الشرق الأوسط الكبرى بيد هؤلاء المتطرفين".
جيش الفتح الذي طرح على أنه سيكون قادراً على مواجهة تنظيم الدولة، يضم بين عناصره جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وهو ما يطرح تحدياً جديداً أمام برنامج الدعم الأمريكي المقدم لهذه الفصائل، بحسب الواشنطن تايمز.