نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا لـ"حسين إبيش" الباحث البارز في معهد دول الخليج العربي بواشنطن أشار فيه إلى أن قطر غيرت من سياستها الخارجية خلال الفترة الأخيرة بتقاربها مع السعودية مما يمثل تحولا في التفكير الإستراتيجي.
وتحدث "إبيش" عن أن قطر قلصت دعمها للإخوان المسلمين في ظل سقوطهم من بلد لآخر بعدما خلصت إلى أنها تصنع أعداء كثر جدا بدعمها لجانب خاسر.
واعتبر أن صعود الأمير تميم بن حمد في قطر والملك سلمان بن عبد العزيز في السعودية ساهم في إحداث هذا التقارب، فالعاهل السعودي تحرك سريعا لضمان وحدة كبرى بين دول الخليج وخاصة ما يتعلق بإنهاء الخلاف مع قطر، مضيفا أن ذلك كان مقدمة لموقف إقليمي أكثر حزما وهو ما ظهر في التدخل العسكري باليمن.
وذكر أن الدوحة رحبت بهذا الاتجاه الإستراتيجي الجديد للرياض لدرجة أن التعاطف العام في قطر مع سياسات السعودية في اليمن والعراق وسوريا وموقفها من إيران يعكس مستوى التعاون بين الرياض والدوحة الذي لم يكن موجودا منذ عقدين.
وأشار إلى أن المنافسة بين قطر والسعودية لم تنتهي تماما فهناك بعض القضايا الخلافية والمنافسة بينهما كمسألة النزاع على الحدود وعدم اتفاقهما في وجهة النظر بشأن عدة قضايا إقليمية رئيسية خاصة ما يتعلق بالنظرة تجاه الإسلاميين.
وتحدث عن أنه في ضوء المشكلات الأمنية الخطيرة في المنطقة وما يحدث بالعراق وسوريا وليبيا واليمن وظهور جماعات إرهابية مثل "داعش" والتقارب بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي وغير ذلك، فإن مصلحة الدوحة في إقامة علاقات وثيقة مع حلفاءها بمجلس التعاون الخليجي بدلا من المضي قدما بشكل منفرد.
واعتبر أن السياسة الخارجية الجديدة لقطر دليل على أن الدوحة قررت أن التنسيق مع الدول الخليجية يأتي بنتائج أفضل مقارنة بمحاولة التحرك بشكل أشبه بالقوة العظمى الصغيرة.