أحدث الأخبار
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد
  • 09:58 . انتخابات تاريخية للمجلس الإسلامي في إثيوبيا بمشاركة أكثر من 13 مليون ناخب... المزيد
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد

اليمن.. محاذير التدخل الأجنبي

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 20-06-2015

لا يزال التمرد «الحوثي» مستمراً في غيه ويسعى للسيطرة على مقدرات اليمن السياسية والاقتصادية وتركيع مكونات الشعب اليمني كافة لمشيئته، في نفس الوقت الذي لا تزال فيه رحى الحرب تدور وتطحن الأخضر واليابس، من دماء الشعب اليمني ومقدراته. لكن السؤال الذي أصبح ملحاً بعد أن فقد اليمن وأهله الكثير وصارت البلاد والعباد تئن تحت وطأة هذه الظروف القاسية هو كيف يمكن أن تحسم هذه الحرب، أو على الأقل كيف يمكن إنهاءها بأقل ما يمكن من خسائر؟ وربما أن الإجابة على هذا التساؤل صعبة، ولا يلوح لها في الأفق طبقاً، فـ«الحوثيون» يلقون دعماً لا محدوداً من قبل إيران التي تدس أنفها في اليمن، ولها فيه أهداف وتطلعات ونوايا تفوق كثيراً ما تبديه منها حتى الآن، فالمخطط جهنمي وشيطاني وتآمري، لا يُعلم مداه، ويستهدف جميع دول مجلس التعاون الخليجي في أمنها واستقرارها وسلامة شعوبها وأراضيها قبل أن يستهدف اليمن.

والأدهى والأمرّ هو أن «الحوثيين» يقومون بجعل الكثير من مناطق القبائل ملاجئ لهم، والقبائل ذاتها دروعاً بشرية يحتمون بها بالإضافة إلى تداخلهم مع النسيج الاجتماعي في مناطق عدة من شمال اليمن، ويخوضون حرب عصابات لا تجدي معها الجيوش النظامية. قد يكون التدخل العسكري البري، أي حضور قوات لدول التحالف العربي على الأرض جزء من وسيلة القضاء على «الحوثيين» وأعوانهم على المدى البعيد، لكن عملية كهذه محفوفة بالمخاطر الشديدة وتثير تساؤلات من قبل كم سيستغرق ذلك من وقت؟ وكم سيحتاج من قوات؟ ومن أين ستأتي تلك القوات؟ وما هي كلفة العملية البشرية والمادية؟ ومن هي الجهات التي ستوفر الغطاء السياسي والقانوني والمادي لها، آخذين بعين الاعتبار ظروف اليمن العسكرية والاقتصادية والمادية، وقدراته وموارده المحددة وما تبدو عليه إمكانياته العسكرية من ضعف وعدم تمرس هذا النوع من الحروب؟


ويكمن الجانب الآخر من الحل العسكري في الاستعانة بقوات من غير دول التحالف العربي، لكن ذلك له محاذيره أيضاً، وقد يلاقي عقبات أولها الرفض الشعبي - القبلي - الديني - السياسي لأي تدخل أجنبي من منطلقات وطنية - عقائدية. ونظراً لوعي الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته والأطراف التي تدعمه داخلياً وخارجياً لخطورة ذلك لم يتم السماح حتى الآن بأي تدخل أجنبي باستثناء ما تقوم به دول التحالف العربي.

ويقود السبب في ذلك إلى أن أي حضور عسكري أجنبي سيثير معارضة شديدة في أوساط عدد من الأطراف اليمنية، خاصة القوات المسلحة، وسيعطي «الحوثيين» الفرصة لانتقاد الحكومة الشرعية والجهات التي تدعمها داخلياً وخارجياً، ما قد يتمخض عنه مشاكل تزيد من تعقيد موقف الحكومة الشرعية.

لذلك فمن المنطقي طرح تبني خطط غير عسكرية لإنهاء التمرد «الحوثي»، فما هي الاحتمالات الممكنة لذلك؟ تقول الحكومة الشرعية اليمنية والجهات الداعمة لها بأن هذه هي حرب الحزم والحسم، ولن يتم وقفها حتى تتحقق الأهداف والخطط المرسومة لها، وتحقيق النصر المؤزر. وفي نفس الوقت يطرح «الحوثيون» أفكاراً يهدفون من ورائها وقف الحرب، تكتيكياً على الأقل لكي يلتقطوا أنفاسهم، لكن ألاعيبهم مكشوفة، ويريدون من وراء ذلك إعادة تنظيم أنفسهم عسكرياً ولوجستياً وتموينياً بدليل أنهم يقومون بالإخلال بجميع فترات الهدنة التي يوافق عليها التحالف. والغريب في الأمر هو أن مواقف الدول التي لها مصالح في اليمن تجاه ما يحدث هي بين مؤيد للسلطة الشرعية ممثلة في الرئيس هادي وحكومته، وبالتالي لعاصفة «الحزم» والتحالف الذي يقوم بتنفيذها، وبين داعم للتمرد «الحوثي» والرئيس المخلوع صالح ومن يؤيدونهم. إن الدول العربية كافة تسند الحكومة الشرعية نظراً لكون اليمن دولة عربية تمر الآن بمحن سياسية وأمنية واقتصادية، وهي في حاجة إلى دعم أشقائها، لذلك فإن إيجاد حل سلمي للمشكلة القائمة حالياً هو الأمر الأمثل، وهذا الحل السلمي يجب أن يأتي من خلال حوار وطني يمني جاد يخرج اليمن من أزمته، وذلك بالعودة إلى مظلة مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي كنقطة انطلاق أساسية لحل المشكلة.