في الوقت الذي يمر فيه الاقتصاد الأردني بأصعب ظروفه، وفي ظل الاضطرابات المتلاحقة التي تشهدها الحدود الأردنية مع كلٍ من العراق وسوريا، بعد سيطرة الجماعات المسلحة عليها، أعلنت مصادر عراقية أن داعش يمنع دخول الشاحنات الأردنية عبر منفذ طريبيل الحدودي إلا بموافقته وختمه، في حين استنكر سائقو الشاحنات الأردنية خضوع السلطات العراقية تحت حكم التنظيم، إذ إنها أصبحت تتعامل مع التنظيم كأمر واقع، لأنه يسيطر على أغلب محافظة الأنبار منذ مطلع العام الحالي.
ويعد العراق الشريان الرئيس للصادرات الزراعية والصناعية الأردنية، بالإضافة إلى سوريا، ولكن بعد أن سيطر مقاتلو داعش على مدينة الرمادي الحدودية توقفت الصادرات الأردنية إلى العراق بشكل شبه كامل، فيما تضاربت الأنباء حول الجهة التي قررت منع دخول البضائع الأردنية إلى العراق، هل هي السلطات العراقية، أم تنظيم "داعش"؟
وتتكدس الحدود الأردنية – العراقية، بآلاف الشاحنات المحملة بالمنتجات الأردنية، لتبدأ ملامح الخوف والقلق عند أصحاب الشركات المصدرة، لا سيما المواد الغذائية كاللحوم ومشتقاتها والمهددة بالتلف في ظل الارتفاع الحاد في درجات الحرارة.
فعملية نقل البضائع الأردنية إلى داخل الأراضي العراقية، تقتصر فقط عن طريق عمليات التبادل التجاري من خلال منطقة للتبادل على الحدود، حيث تقوم الشاحنات العراقية بتحميل البضائع الأردنية ونقلها إلى داخل العراق عبر سائقين عراقيين، وإن عمان تعتقد أن دخول السائقين الأردنيين إلى داخل العراق سيعرضهم للاختطاف من قبل تنظيم "الدولة"، الذي أعلنت السلطات الأردنية الحرب بلا هوادة عليه بعد أن قام قبل ستة أشهر بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
ونقل موقع "الخليج أونلاين" عن خبراء اقتصاديين، فإن الصادرات الأردنية إلى السوق العراقي في تراجع مستمر، ووصل التراجع إلى ما يقرب من 50%.
بدوره طالب قطاع الصناعات الأردنية بدعم القطاع الاقتصادي المهدد بالانقراض والتلاشي، داعين الجهات المختصة لسرعة إيجاد حل لمشاكلهم المتفاقمة على الحدود الشرقية والشمالية للمملكة، والتعجيل في إجراءات اتصالاتٍ مع الجانب العراقي لحل مشكلة تكدس الشاحنات الأردنية على الجانب الأردني من الحدود.
وقال الخبراء: إن داعش يجتهد لخنق الاقتصاد الأردني بكل ما أوتي من قوة، فالتنظيم الذي عجز حتى الساعة من اجتياز الحدود الأردنية والاشتباك مع الجيش الأردني، يريد التأثير على الاقتصاد الوطني، مع علم التنظيم المسبق أن عمان تمر بأوضاعٍ اقتصادية غاية في السوء.
وفي أحدث بيانات أصدرتها دائرة الإحصاءات العامة، فقد سجلت صادرات الخضار والفواكه الأردنية تراجعا بنسبة 40% خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش: إن إغلاق الحدود مع سوريا والعراق أفقد الأردن نحو 50% من صادراته الخارجية، وأثر على إيراداته من العملات الأجنبية.