قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية: إن مليشيات الحوثيين المتمردة في اليمن تسعى إلى جر السعودية إلى حرب برية، معتمدة الأسلوب ذاته الذي ينتهجه حزب الله في المعارك التي خاضها مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير المجلة إلى أن هناك روابط مشتركة بين الحوثيين وحزب الله اللبناني، فكلاهما مدعوم من قبل إيران، والأكثر من ذلك أن جماعة الحوثي تلقت تدريبات على يد مقاتلي حزب الله في لبنان، فلقد نقلت الفايننشال تايمز عن قائد في حزب الله اللبناني ببيروت قوله: إن الحزب قام بتدريب مقاتلين من جماعة الحوثي، مؤكداً أن مقاتلي الحزب على قدرة ودراية بحرب العصابات، وعليه فإنهم قادرون على توجيه النصح والمشورة، مشيراً إلى أن إيران تقوم بتوريد السلاح إلى جماعة الحوثي في اليمن.
حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، قال: إن خبرة حزبه في حربه ضد إسرائيل تشكل نموذجاً للحركات الأخرى التي تواجه عدواً متفوقاً عليها، مبيناً أن نموذج حزب الله في المقاومة يرتكز على إبقاء درجة من المناعة بوجه التفوق الجوي الفاعل، والاستفادة من نقاط الضعف عند الخصم عبر قصف أهداف مدنية وعسكرية عند الحدود، وهو ما تفعله مليشيات الحوثي.
ووفقاً للنموذج الذي قدمه نصر الله وحزبه للمليشيات الحوثية، فإن القوة الجوية الفاعلة ستكون مضطرة في النهاية إما إلى تقييد طلعاتها الجوية أو الدخول في حرب برية، وهي حرب تبدو كفة العصابات والمليشيات أرجح فيها، وفقاً لزعم الصحيفة.
حزب الله اللبناني كان عاملاً فاعلاً في رسم السياسات العسكرية لجماعة الحوثي، فقد نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من الحزب، عن مصادر داخل الحزب قولها: إن العلاقة وثيقة بين حزب الله وجماعة الحوثي، وحصلت الأخيرة على آليات التعامل مع التفوق الجوي، مشيرة إلى أن إيران يمكن أن تكون قد نقلت صواريخ فجر 5 إلى جماعة الحوثي في إطار دعمها لمواجهة المملكة العربية السعودية.
نصر الله في عدة خطابات متلفزة، كان يركز على منطقة الحدود ما بين السعودية واليمن، فيما يبدو أنها دعوة لجماعة الحوثي على قصف المناطق الحدودية، وهو ما قد تحقق لاحقاً، إذ بدأت الجماعة بقصف المناطق السعودية على الحدود مع اليمن، وأشار إلى أن جماعة الحوثي تمارس "الصبر الاستراتيجي"، غير أن فرصتها كبيرة لمهاجمة المدن والمناطق السعودية في عسير وجازان ونجران.
وتقول فورين بوليسي: إنه من السابق لأوانه الحديث عن حرب برية سعودية مقبلة، أو حتى عن الاستراتيجية التي سوف تنتهجها الرياض في مواجهة جماعة الحوثي، مبينة أن نجاح الدولة السعودية يعتمد بالدرجة الأساس ليس فقط في القضاء على جماعة الحوثي، وإنما في منعها من أن تكون قوة عسكرية قرب حدودها الجنوبية، وهو أمر يتطلب المزيد من الضربات الجوية.