اهتمت صحف أمريكية وبريطانية بالتقدم الذي أحرزته "الجبهة الجنوبية" التابعة للمعارضة السورية الثلاثاء(9|6)، في درعا وسيطرتها على اللواء 52 التابع لنظام بشار الأسد، في تحرك وصف بأنه ضربة وهزيمة جديدة تتلقاها قوات "الأسد" على أكثر من جبهة.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير لـ"هوغ نيلور": إن سيطرة المعارضة السورية المعتدلة على قاعدة استراتيجية لجيش بشار الأسد جنوب سوريا الثلاثاء، يمثل ضربة جديدة لـ"الأسد"، الذي واجه مؤخرًا سلسلة من الهزائم في ساحات المعارك.
وأشارت الصحيفة إلى نجاح الجبهة الجنوبية التابعة للثوار المصنفين غربيًا بالمعتدلين، في السيطرة على قاعدة اللواء 52، التي تعتبر أكبر منشأة عسكرية في درعا والمتاخمة للأردن، والتي تعتبر حيوية للدفاع عن الممرات والطرق الشمالية المؤدية إلى العاصمة دمشق.
وذكرت الصحيفة أن التقدم الذي أحرزه الثوار والمسلحين أثار التساؤلات حول مدى قدرة نظام الأسد على الصمود، بعد تمكنه لأكثر من 4 سنوات على التكيف مع الصراع، بسبب الدعم العسكري والمالي الذي قدم له من قبل روسيا وإيران.
أما صحيفة "تليجراف" البريطانية، فأشارت في تقرير لـ"ريتشارد سبينسر"، إلى أن الجيش التابع لـ"الأسد" تلقى ضربتين جديدتين في قتاله على جبهتي "داعش" وفصائل المعارضة الأخرى.
وتحدثت الصحيفة عن أن الثوار مدعومون من حلفاء الغرب كالأردن والسعودية سيطروا أمس، على قاعدة عسكرية على الطريق جنوب دمشق والحدود الأردنية.
وأضافت أن "داعش" هاجم هو الآخر الحسكة على الطريق الرئيسي شمالًا، الذي يصل إلى دمشق وحمص والساحل، فضلًا عن سيطرته على مواقع بالقرب من الحدود مع لبنان، مما يثير إمكانية انقسام سوريا فعليًا إلى قسمين.
واعتبرت أن هذا السيناريو لن يكون كارثيًا فقط لنظام "الأسد"، لكنه سيمثل تهديدًا كذلك بشأن إمكانية انجرار لبنان بشكل أكبر في الصراع.
وذكرت أن المنطقة القريبة من الحدود اللبنانية لها أهمية استراتيجية كبيرة لحزب الله، الذي يساعد نظام الأسد في قتال الثوار، والذي بات يقاتل حاليًا على 3 جبهات في المنطقة الحدودية، بما في ذلك الداخل اللبناني نفسه.
وتحدثت الصحيفة عن أن نظام الأسد عانى من سلسلة من الهزائم خلال الأسابيع الأخيرة، مما أثار مجددًا التساؤلات حول مدى قدرة إيران على الاستمرار في دعمه.
وذكرت الصحيفة أن النظام السوري يخوض حملة تجنيد عدوانية يسعى فيها للحصول على مزيد من المتطوعين، في ظل مقاومة للتجنيد حتى بين العلويين الذين تنتمي إليهم أسرة الأسد.
وأضافت أن إيران هي الأخرى تدفع المال لشيعة من باكستان وأفغانستان للالتحاق بالقتال في صف النظام السوري، في وقت تتصاعد فيه آمال الدبلوماسيين الغربيين في أن إيران ستدرك قريبًا أو لاحقًا، أن تكلفة دعم الأسد كبيرة جدًا، وتوافق في النهاية على تفاهم يسمح بأن يحل محله شخصية مقبولة من بقايا نظامه والثوار المعتدلين على الأقل.
وأبرزت الصحيفة تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني الأسبوع الماضي، أكد فيها أن بلاده ستدعم حتى النهاية سوريا وحكومتها، دون الإشارة إلى الأسد الذي يقود تلك الحكومة.