أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

إردوغان خصم متربص أم حليف محتمل؟

الكـاتب : حمد الماجد
تاريخ الخبر: 09-06-2015

أفرزت الانتخابات التركية الأخيرة ليس عن تراجع حزب العدالة والتنمية ذي الخلفية الإسلامية، بل انحدار شديد لشريحة من الرأي العام العربي، ما برحت تغلب خصوماتها الفكرية على الصالح العام، ومصالحها الحزبية الضيقة على الالتفات للأخطار المحدقة، وأصبحت ترى تركيا المتوثبة اقتصاديًا وتنمويًا من الثقب الآيديولوجي الضيق، وليس من الأفق الرحب للمصالح العليا، فلا يسرها أداء البلاد الاقتصادي المتصاعد في وقت تترنح عدد من الاقتصادات الأوروبية والتي لولا تدخل الاتحاد الأوروبي لانهارت تمامًا، ولا تنظر لتركيا، بغض النظر عن الحزب الحاكم، على أنها عمق استراتيجي لدول الخليج أمام المهددات.
هذه الشريحة الفاقدة لحس الوعي السياسي المخاصمة لتركيا انقسمت إلى قسمين متباينين آيديولوجيًا لكنهما منسجمان متناغمان لدرجة الحميمية، قسم يرى في حزب العدالة والتنمية حزبًا إسلاميًا أصوليًا متطرفًا يريد أن يجر تركيا بأسلوب تدريجي ماكر من علمانيتها الحرة، إلى المساحة الدينية الضيقة، كما يراه حزبًا يريد أن يحيي أمجاد «الخلافة» العثمانية الإسلامية أي دولة ثيوقراطية تضيق على الناس عيشهم وحرياتهم، وقسم يرى في حزب العدالة والتنمية حزبًا «إسلاميا» تائهًا مائعًا لا هوية إسلامية حقيقية له، فهو يهادن العلمانية ويقبل بقواعد اللعبة الديمقراطية التي تسمح بتداول السلطة بغض النظر عن الآيديولوجيات الحزبية، لكنه حين يعتلي كرسي الحكم لا يحرك ساكنًا بأوضاع بيوت الدعارة والخمارات والمراقص والحانات والنوادي الليلية وشواطئ «البكيني».
هذا الفريق الأخير الذي يضيق بقبول فرق أهل السنة ومذاهبها وتوجهاتها الفكرية المتنوعة. هذا الفريق يتسع أفقه فجأة فيرتمي في حضن الأحزاب التي تفصل الدين صراحة عن الدولة و«تمنهجه» وتؤيده ضد الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية، بل وتؤيد أحكامهم القمعية حتى لو وصلت إلى حد الإعدام ما دامت الضحية من ذات التوجه.
كنا سنقبل هذه الآراء الحزبية الفئوية على أنها اجتهادات مهما رأينا خطأ منهجها، وأنها داخلة في المناكفات الحزبية والفكرية التي لا تخلو منها أي دولة في الدنيا، لكن الكارثة أن هذه الفئة لا تحسن تقدير الظروف وفرز الخصومات وترتيب العداوات، ففي وقت لا نقول كشرت فيه إيران عن أنيابها، بل بدأت الأنياب الإيرانية في النهش الشديد لأطرافنا في الشام والعراق ولبنان واليمن وتسن أنيابها للبدء في نهش البحرين، وتريد أن تحدث الفوضى في السعودية، وتخطط هذه الأيام لعقد معاهدة استراتيجية مع نظام بشار لإقامة دولة علوية، تكون منطلقًا لحماية ونشر مخططها الطائفي، في ظل هذه الظروف الخطيرة التي تتعرض فيها المنطقة وخصوصا دول الخليج لخطر إيراني ماحق، تحول من التخطيط إلى التنفيذ ومن البنان إلى السنان، وفي وقت تبذل فيه القيادة السعودية الجديدة جهودًا استثنائية في تجسير العلاقات وتذويب الخلافات وردم الثغرات مع بعض الدول الشقيقة ومنها تركيا، بغية رص الصفوف وتوحيد الجهود وترسيخ التحالفات، نجد هذا الفريق بشقيه المتفتح والمنغلق ما برح على طريقته القديمة يقصي ولا يدني، يفرق ولا يجمع، يشتت ولا يوحد، ويشاغل الوطن في معارك فكرية وآيديولوجية هامشية ليس هذا أوانها.