أحدث الأخبار
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد

الحكومات العربية تحب الصحافي القصير

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 08-06-2015


الإعلام المصري تردّى. لم يعد بوابة القوة المصرية الناعمة. توارى، غاب، رغم وجوده. صار على الهامش. هذا الغياب ليس من قلة، فعدد الصحف والقنوات مثل زبد البحر، لكنها كثرة لم تغلب الشجاعة، ولا هي أسعفت الضعف. تخلى الإعلام المصري عن حضوره المعنوي المشهود. بات يفتقد لصحافيين كبار، صنعوا مجده، وغاب عنه الحسّ المهني المتوهج. اصبح إعلام مصر يعوم على بحر متلاطم من الدعاية والإنشائية، والعادية، والتكرار، وتحويل الأعمال الصغيرة الى إنجازات. توقّفت العجلة الجبارة التي صنعت إعلام المنطقة. تجمّد الإعلام المصري، لم يعد قادراً على الإبداع والمنافسة، وتمثيل موقع مصر الكبير.

هذا الكلام، عن الإعلام المصري، صار مطروحاً بعد فضيحة الوفد الصحافي الذي رافق الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته ألمانيا. أُصيب الصحافيون الألمان بالدهشة حين شاهدوا «صحافيين» مصريين يصفّقون ويهتفون في المؤتمر الصحافي الذي عقدته المستشارة الألمانية أنغيلا مركل مع السيسي. ردُ الرئيس المصري على تصريحات مركل ضد أحكام الإعدام التي صدرت بحق الرئيس السابق محمد مرسي، وقيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، كان ديبلوماسياً، وهو لمّح إلى أن أحكام الإعدام لن تُنفَّذ، لكن محاولة الرئيس امتصاص الموقف الألماني، أفسدها الصحافيون ذوو الباع الطويل في الهتافات. ضاع كلام الرئيس الذي اتسم بالهدوء والاتزان وسط الهتاف والتصفيق، على رغم انه كان بإمكان الصحافيين البناء على موقف السيسي وكسب الجولة، لكنهم عجزوا.

الصحف الألمانية حفلت بانتقادات حادة لزيارة الرئيس المصري برلين، لكن الزيارة حقّقت الشراكة بين ألمانيا ومصر، واستطاع السيسي إقناع برلين بأهمية الوضع الأمني والاستقرار في المنطقة.

كان المطلوب، أو الذي كان يتمنّاه السيسي، هو تحقيق نوع من الاختراق لوسائل الإعلام الألمانية، لكن الإعلاميين المصريين الذين رافقوه خَذَلوه، كانوا أقل من تحقيق انتصار بهذا المستوى. مشكلة الرئيس السيسي مع الصحافيين المرافقين، تتكرّر مع زعماء عرب آخرين، وإن شئت مع جميع الزعماء العرب. الدول العربية مازالت تقرِّب الصحافيين، وتأخذهم في الزيارات الخارجية للزعماء بناء على الولاء وليس الكفاءة. والنتيجة ان هؤلاء «الصحافيين» يصبحون عبئاً على صورة البلد.

لا شك في أن مصر في حاجة إلى معاودة نظر في نهجها الإعلامي. ومَنْ يراقب وسائل الإعلام فيها اليوم سيكتشف أن الصحافيين المصريين المبدعين والمؤثّرين خارج الصورة تماماً، على رغم أن القاهرة اليوم في حاجة إلى هؤلاء، وإن كانت لديهم مواقف نقدية.

الأكيد أن الصحافيين والإعلاميين المصريين المبدعين هم وقود وسائل الإعلام في العالم العربي اليوم، لكن هؤلاء مغيَّبون عن إعلام بلادهم. والسبب هو اعتماد الحكومة المصرية نظرية «الولاء قبل الكفاءة»، وهي نظرية ثبت أن تأثيرها ضعيف مثل الصحافيين الذين تعتمد عليهم.