قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما أصبح حاكمًا للمملكة العام الجاري، كان القليل من الناس هم الذين توقعوا إحداثه تغييرًا كبيرًا، فسنه 79 عامًا، وقيل إنه مريض صحيًا.
وأشارت إلى أن العاهل السعودي الذي ظل أميرًا لمنطقة الرياض لفترة طويلة، عرف بأنه شخصية إدارية ووسيط يتمتع بالمهارة، لكن لم يعرف عنه أنه شخصية تتحدى الوضع القائم.
وأضافت أنه وعلى الرغم من ذلك، قام العاهل السعودي منذ وصوله للسلطة بإحداث تغيير في السياسة الخارجية للمملكة، وكذلك خطط الخلافة داخل الأسرة الحاكمة.
وتحدثت عن أنه شن حملة جوية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وزاد من الدعم المقدم للثوار في سوريا، كدليل على لعب دور أكثر حزمًا للمملكة، التي اعتمدت بشكل تقليدي على الولايات المتحدة في حماية أمنها.
ونقلت عن محللين أن هدف الملك سلمان، هو حماية المسلمين السنة ضد ما يراه تناميًا للنفوذ الإيراني الشيعي في المنطقة.
وأشار "نواف العبيد" المستشار السابق لدى الديوان الملكي السعودي والزميل الحالي بمركز "بلفر" للعلوم والشؤون الدولية بهارفارد، إلى أن حلفاء السعودية العرب يبدو أنهم يرون المملكة حاليًا الأكثر استقرارًا والقائد القادر، في ظل غياب مصر عن لعب دورها التقليدي بسبب الأزمات الداخلية.
وأضاف "العبيد" أنه عندما التقى بالعاهل السعودي في مارس الماضي، أكد له الملك سلمان على أن المملكة إذا لم تفرض نفسها سيأتي من يفرض نفسه عليها، وأشار إلى أن العاهل السعودي يرى أن المملكة عليها أن تشكل الوضع من حولها، بدلًا من أن يشكلها هذا الوضع.
وتحدثت الصحيفة عن أن المكاسب التي تحققها إيران حاليًا، دفعت المملكة للقيام بسلوك أكثر عدوانية، بعد قيام طهران بدعم ميليشيات بالوكالة في العراق، وإرسال الأموال والمساعدات العسكرية لنظام بشار الأسد في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن الحملة التي تقودها السعودية في اليمن فشلت في دفع الحوثيين للتراجع، وهو ما أثار التساؤلات حول قدرات الجيش السعودي، الذي اعتمد على الولايات المتحدة للحصول على المساعدة اللوجستية والاستخبارية لتنفيذ الحملة.
وأضافت أنه وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية أعلنت عن عدم تغيير التزامها بحماية أمن المملكة، إلا أن السعودية تخشى من تراجع هذا الالتزام على خلفية التقارب بين واشنطن وطهران.
ونقلت عن "فهد ناظر" المحلل السابق بالسفارة السعودية في واشنطن، أن قدرة إيران على استغلال الاضطرابات في المنطقة لتوسيع النفوذ في العالم العربي، ساهمت في جعل السعودية أكثر حزمًا.