قبل شهر على بلوغ الولايات المتحدة الموعد النهائي للمحادثات مع إيران حول ملفها النووي، بدأت الاتصالات الأولية وغير الرسمية بين تل أبيب وواشنطن لبحث التعويضات التي تطالب بها دولة الاحتلال مقابل "السكوت" عن اتفاق النووي الإيراني، ولتهدئة التخوفات من سباق التسلح الخليجي خاصة في المملكة العربية السعودية والإمارات.
وبحسب ما كتبته الصحيفة العبرية الأربعاء، فإن الولايات المتحدة تعتزم "تقديم دعم خاص لحليفتها على ضوء التطورات في الشرق الأوسط إذا ما تم التوقيع على اتفاق النووي بين الدول العظمى وإيران نهاية يونيو/ حزيران المقبل، والذي سيكون على شكل دعم عسكري ضخم يضم مقاتلات إف-35 وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات.
وأوضحت الصحيفة بأن الدعم الأمريكي سيكون سخياً لسببين، أولاً ليحفظ موازين القوى بين الاحتلال ودول الخليج، وذلك بعد الوعود الأمريكية للمملكة العربية السعودية وجاراتها – في قمة كامب ديفيد- بتقديم دعم عسكري للحفاظ على أمن الخليج، كما يهدف أيضاً للمحافظة على تفوق الاحتلال العسكري على إيران.
وأكدت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطّلعة لم تسمّها، أن المحادثات الأولية بين البنتاغون الأمريكي ووزارة الجيش الإسرائيلي تبحث التخوفات الإسرائيلية بالأساس من تسليح دول الخليج التي لا تنتظر انتهاء محادثات النووي لتعقد صفقات سلاح ضخمة. مما يجعل دولة الاحتلال تتعجل أيضاً في طلب الدعم الأمريكي بحجة اتفاق النووي الإيراني.
وأضافت الصحيفة بأن هذه الخطوات لا تعتبر غريبة، لأن الولايات المتحدة ملتزمة منذ 30 عاماً بأن تبقي أمن الاحتلال الإسرائيلي وتفوقه العسكري في سلم أولوياتها، وأن تضمن أن تكون القدرات الإسرائيلية العسكرية أكبر من الدول العربية سواء من ناحية عدد الصفقات أو كميتها أو التكنولوجيا الحربية المصدّرة لها.
وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة أن دول الخليج في العام الأخير وقعت اتفاقيات شراء منظومات أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة بلغت عشرات مليارات الدولارات. كما طالبت خلال قمة كامب ديفيد الأخيرة بتوقيع اتفاقيات إضافية لشراء طائرات مقاتلة وبطاريات صواريخ ومعدات تعقب.