قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها: إن غياب معظم قادة مجلس التعاون الخليجي عن قمة كامب ديفيد المخصصة لهم من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إشارة واضحة رغم محاولات البيت الأبيض إنكار ذلك على عدم رضى حلفاء واشنطن عن الإدارة الأمريكية.
وأشارت إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان قرر ألا يقلد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المهاجمة العلنية لإدارة أوباما بسبب مفاوضاتها النووية مع إيران أو بسبب ترددها في مواجهة العدوان الإيراني في المنطقة.
واعتبرت الصحيفة أن قرار العاهل السعودي عدم حضور القمة الثنائية مع أوباما وقمة كامب ديفيد بعد إعلان البيت الأبيض حضوره، فضلا عن غياب 3 حكام آخرين من بين باقي دول مجلس التعاون الخليجي يظهر أن جهود الإدارة الأمريكية لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لم تحقق غايتها.
وأشارت إلى أن عدم الرضى الخليجي عن أمريكا أسبابه معروفة وهي العروض المتواضعة التي قدمها الرئيس الأمريكي في مقابل الطلبات الخليجية، حيث كرر أوباما البيانات الرئاسية السابقة المتعلقة بالتعهد بالدفاع عن دول الخليج ضد العدوان الخارجي ، وخطة لدمج أفضل للدفاعات الصاروخية في المنطقة ومزيد من التدريبات البحرية والجوية، لكن مالم يعرضه أوباما هو ما طلبه ملوك وأمراء دول الخليج كإبرام اتفاقية دفاع مشترك بشكل رسمي وبيع واشنطن للخليج أسلحة متقدمة كطائرات إف 35 ودعم أمريكي كبير للقوات التي تقاتل الإيرانيين وحلفائهم في اليمن وسوريا.
واعتبرت أن أوباما كان محقا في مقاومة بعض هذه الطلبات كاتفاقية الدفاع المشترك أو بيع أسلحة كالتي تقدمها لإسرائيل، كما أن أوباما أزعج دول الخليج عندما تحدث مؤخرا عن أن تلك الدول تواجه تهديدات داخلية نتيجة استبدادهم أكثر من التهديدات الخارجية، لكنه كان محقا في ذلك ، بحسب ما جاء في الصحيفة.
وتوقعت الصحيفة عدم قدرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال قمة كامب ديفيد على تعديل الفجوة الآخذة في الاتساع بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين بالشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن قادة مجلس التعاون الخليجي خلصوا إلى أن عليهم أن يبدءوا بالتحرك للدفاع عن مصالحهم بأنفسهم دون الحاجة إلى مساعدة واشنطن.
وطالبت الصحيفة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أو من سيخلفه بضرورة إظهار استعداد الولايات المتحدة لبذل المزيد في مواجهة العدوان الإيراني بدلا من عقد محادثات في كامب ديفيد وذلك للحيلولة دون اندلاع حرب إقليمية أو سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.