صدرت ثلاث بيانات رسمية نشرتها وكالة الأنباء التابعة للدولة ومواقع إخبارية أخرى، وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لتوحيد القوات المسلحة، إلا أن اللافت للنظر هو غياب قضية الجزر الإماراتية المحتلة من نصوص البيانات والخطب الثلاث، بل ومن جميع من علّق على المناسبة ونشرتها الوكالة.
فقد صدرت بيانات عن رئيس الدولة الشيخ خليفة آل نهيان ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، إلى جانب بيانات وتصريحات من مؤسسات حكومة وأخرى خاصة إلى جانب مراكز أبحاث، خلت جميعها من ذكر كلمة إيران، أو الإشارة إلى الجزر الإماراتية المحتلة من قبل طهران منذ أكثر من أربعة عقود.
وعلى الرغم من أن البيانات أشادت بمشاركة القوات المسلحة الإماراتية في العمليات الحربية لعاصفة الحزم ضد الحوثيين، والتأكيد على أنه يتم إنشاء قوة عسكرية لردع أي اعتداء، إلا أن غياب ذكر قضية الجزر المحتلة في البيانات الرسمية وبهذه المناسبة، أصاب الكثير من المواطنين بخيبة أمل، خصوصاً وأنهم كانوا يأملون أن تطالب الدولة من القمة الخليجية بـ "عاصفة حزم" لاستعادة الجزر المحتلة من إيران.
ورصد البعض جزءاً مما جاء في بيان محمد بن راشد حين قال "نحن نؤدي مع أشقائنا واجبنا الشرعي والوطني والقومي والإنساني في نصرة الشعب اليمني الشقيق الذي استباحته قوى البغي والعدوان ومواجهة الأخطار الداهمة التي تستهدف الوجود العربي وتهدد أمن واستقرار منطقتنا ودولها وشعوبها". وقالوا معلقين على ذلك بالتذكير بالجزر الإماراتية المحتلة، مشيرين إلى أنها أولى أن تحرر من الاحتلال الإيراني.
كما علّق آخرون على تصريحات محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عندما قال "إن مشاركة قواتنا المسلحة في عملية "إعادة الأمل" ضمن تحالف الدفاع عن الشرعية الدستورية في اليمن الشقيق بعد أن شاركت بكفاءة قتالية مشهودة في عملية "عاصفة الحزم" وضمن الجهد الدولي للتصدي لخطر تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا .. تأتي ترجمة لمبادئ سياساتنا الخارجية القائمة على ضمان الأمن والاستقرار في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وهي مبادئ مستمدة من مواثيق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي والجامعة العربية". وقالوا "على الرغم من أهمية مشاركة الدولة في حماية الأشقاء، لكن يبدو أن قضية الجزر المحتلة ليست من ضمن الأولويات العسكرية للدولة"، حسب تعبيرهم.
وتحتل إيران الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الصغرى" و"طنب الكبرى" و"أبو موسى" منذ عام 1971 في أعقاب جلاء القوات البريطانية عن منطقة الخليج. وتمثل الجزر الثلاث ممراً ملاحياً هاماً يمكنه التحكم في الخليج حيث تقع في مدخل مضيق هرمز الذي يربط بين قارات العالم القديم، إضافة إلى ما تمتلكه الجزر الثلاث من ثروات معدنية ونفطية.
