أحدث الأخبار
  • 02:03 . التربية: إلغاء امتحانات الفصل الثاني وتطبيق منهج الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 02:03 . الكرملين: بوتين أطلع ولي العهد السعودي على نتائج محادثاته مع ترامب... المزيد
  • 02:02 . مقتل 27 على الأقل في هجوم على مسجد أثناء صلاة الفجر شمالي نيجيريا... المزيد
  • 10:09 . لجنة برلمانية بريطانية: أبوظبي تمارس قمعًا عابرًا للحدود وانتهاكًا لسيادة المملكة المتحدة... المزيد
  • 10:08 . "إسرائيل" تصادق على خطط احتلال غزة وتستدعي عشرات الآلاف من جنود الاحتياط... المزيد
  • 10:07 . برعاية أمريكية.. الكشف عن مباحثات "سورية ـ إسرائيلية" في باريس لخفض التصعيد بجنوب سوريا... المزيد
  • 05:42 . ترامب يعلن عن ترتيبات للقاء بين بوتين وزيلينسكي... المزيد
  • 05:37 . بوركينا فاسو تعلن منسقة الأمم المتحدة شخصا غير مرغوب فيه... المزيد
  • 05:35 . عشرات الشهداء بينهم 5 أطفال في هجمات إسرائيلية على غزة منذ الفجر... المزيد
  • 11:55 . زعيم كوريا الشمالية يدعو لتسريع التسلح النووي لبلاده... المزيد
  • 11:55 . سفارة الإمارات في اليمن تحذر من مكالمات مشبوهة تنتحل "هويات دبلوماسية "... المزيد
  • 11:48 . تقرير: تواجد الإمارات في أفريقيا "سرطان يمكن علاجه"... المزيد
  • 11:26 . 16 شاحنة مساعدات إماراتية تعبر إلى غزة عبر معبر رفح... المزيد
  • 11:25 . إلزام معلمي المدارس الخاصة في أبوظبي بتقديم شهادة الحالة الجنائية... المزيد
  • 11:24 . إغلاق إداري لـ "ملحمة بوحه" في أبوظبي بسبب مخالفات غذائية... المزيد
  • 11:16 . "جهود عبثية".. السودان يرفض انخراط الإمارات في عملية إنهاء الحرب... المزيد

نحن لا نكذب لكننا نتجمل !!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-05-2015

هذه المدن التي نمسحها سريعاً بعيوننا كآلات ماسحة وفي لحظات خاطفة عبر نشرات أخبار التلفزة، من يعرف هول مآسيها، من يمكنه أن يدّعي - وبوقاحة -أنه يشعر بما يشعر به الناس في مدن سوريا الذين يعيشون تحت النار، والناس الذين يتفرجون على موت أبنائهم وأصدقائهم وينتظرون موتهم كل لحظة في مدن العراق، والناس الذين لا يعلمون إلى أين تأخذهم الأقدار في اليمن؟


مَنْ بإمكانه أن يدعي إحاطته علما بـ 1٪ من حجم القهر الذي في قلوب الرجال والألم الذي يحرث أرواح النساء؟ والضياع الذي يعبث بمستقبل الشبان؟ مَنْ يستطيع أن يشعر حقاً وحقيقة معنى أن يجلس طفل أمام جثث أبويه وإخوته فارغ القلب إلا من الحزن وفارغ العين إلا من الرعب وفارغ الحياة تماما؟ مَنْ بإمكانه أن يدّعي قدرته على ملامسة جرف الهاوية لذلك الإحساس الذي في قلب طفل يطلع عليه النهار، فإذا البيت الذي كان يلعب فيه قد صار حطاماً، وإذا لا أم ولا أب ولا أخت ولا ثياب ولا مدرسة ولا أصحاب ولا حي ولا وطن!! مَنْ؟ لا أحد، لا أحد لا أحد!!

نحن فقط نتحدث عن الألم وعن التعاطف وعن الرحمة، نحن ندّعي،لأننا لا نملك حلاً آخر، لننجو من أشباح الخوف والضمير والذنب، نضع بضعة دراهم في علبة المساعدات الموضوعة على طرف طاولة البائع في المحل الأنيق البارد، أو في محل محطة البترول، حتى إن بعضنا يفكر ملياً في البنطلونات المثقوبة أو القمصان القديمة قبل أن يدفعها كمساعدة، فما أتعس هذا «البعض» وما أتعسنا!!

نشاهد نشرات الأخبار، نعد القذائف واحدة، اثنتان، سبع عشر، أوووه، إنها كثيرة، تعبت نفسيتنا، لنغير المحطة، وهنا في المحطة الأخرى التي انتقلنا إليها يقف في وجهنا داعش ينحر شباباً في بهجة العمر، ونبدأ بالعد واحد،اثنان، ثلاثة، خمسة، عشرة.. أوووه، قلوبنا الصغيرة لا تحتمل، غيري المحطة يا صغيرتي، فهذه المشاهد ليست لك، ألم تسمعي ما قاله مذيع النشرة إن الأخبار قد تحوي مشاهد قاسية!!

نغير المحطة تمتلئ وجوهنا بابتسامة بلهاء لأجل عيون هذه المذيعة الباذخة الحسن، وفجأة تنفجر الشاشة في سوق بائس في بغداد أو تكريت أو الموصل، ومجدداً غيروا المحطة، لقد تعبنا من المآسي وأخبار النكد!! ماذا تريدون؟ انتقل إلى ماكس فاكتور لنفرفش قليلاً!!

نحن لا نكذب لكننا نتجمل لنعيش!