نشرت صحيفة نيويوك تايمز الأمريكية تحليلاً للكاتب حسين ابيش، يتناول فيه العوائق التي تعترض قيام قوة عسكرية عربية موحدة، والظروف المحيطة بها.
فبعد أن أعلنت جامعة الدول العربية أنها تعتزم إنشاء قيادة موحدة لقوة عسكرية عربية مشتركة، كان التعجب سيد المشهد نظراً لمدى تقسيم الدول العربية، وإخفاق معظم الجهود التاريخية في التنسيق العسكري العربي، لكن ما تزال الدول العربية تصر على وضع حجر الأساس لهذه القوة العربية المشتركة.
ويشير التحليل إلى أن توسع النفوذ الإيراني في العالم العربي؛ من خلال العملاء والوكلاء في العراق وسوريا ولبنان واليمن وخارجها، إضافة إلى عدم الرضا عن السياسات الأمريكية، أدى إلى توافق نادر بين الحكومات العربية السنية، وخير دليل على ذلك هو تشكيل التحالف بين دول الخليج ودول عربية أخرى لمحاربة الحوثيين في اليمن.
وتابع الكاتب "لكن مع كل هذه الحاجة الماسة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة، فإن عقبات هائلة تقف بوجه تشكيلها؛ فالتنسيق والتكامل سيكون صعباً، نظراً للتفاوت في كل مستوى في نظم الاتصالات، والخدمات اللوجستية، والمذاهب، والإجراءات والمستلزمات الأساسية وحتى الذخيرة المستخدمة من قبل مختلف الجيوش العربية، ومع ذلك، مصر ودول الخليج تحاول التغلب على ذلك منذ أكثر من عام، من خلال تمارين عسكرية مشتركة على الحدود السعودية العراقية".
لكن هناك ما هو أسوأ مما ذكر آنفاً، وهو انقسام الدول العربية حول العديد من القضايا الأساسية التي قد تحد من فعالية مثل هذه القوة؛ فمصر والسعودية لا تتشاركان الموقف ذاته بشأن الصراع السوري، كما أن سلطنة عمان وقطر لديهما وجهات نظر مختلفة من إيران وجماعة الإخوان المسلمين، تختلف بشكل كبير عن تلك التي لدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، أضف إلى ذلك أن الدول العربية لا تتشارك حتى تعريفاً عملياً لماهية الإرهاب (الذي من المفترض أنه الهدف الرئيسي للقوة المشتركة)، وما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين، على سبيل المثال، مجموعة إرهابية أم لا، على حد وصف الكاتب.
ويلفت إلى أن على الدول العربية أيضاً التغلب على الخلافات السياسية والنقص الجوهري في الثقة التي تتشعب منها لعقود، فحتى في هذه المرحلة المبكرة، تربط العراق، وهي دولة ذات أغلبية شيعية، علاقات قوية مع إيران، وقد أعرب عن القلق العميق إزاء هذا الاقتراح، وواحدة من أهم اعتراضاته واسعة النطاق هو الخوف من أن القوة ستكون حتماً ذات غالبية سنية، مما سيفاقم التوترات الطائفية في المنطقة.
ويختتم الكاتب بالقول بأنه حتى لو لم يكن بالإمكان تنفيذ الخطة على الفور، فإن الحقيقة أن الدول العربية الرئيسية تراقب بحذر الوضع الاستراتيجي، وأنهم أفرطوا في الاعتماد على الولايات المتحدة، فإنهم يخشون من أن الشرق الأوسط مقبل على فترة "ما بعد أمريكا"، لذلك يجب أن يتحركوا بسرعة في محاولة للدفاع عن مصالحهم.