وكان اللافت للنظر غياب عدد من أهم أصحاب العقول الإماراتية المبدعة والمبتكرة والتي تحمل أفكاراً تطويرية جديدة للمجتمع، عن المؤتمر، حيث يقبعون في سجون أجهزة أمن الدولة منذ شهور طويلة، لا سيما وأنهم من الذين كانوا يعقدون العديد من المؤتمرات والدورات التدريبية في دول كثيرة حول الفكر والابتكار والإبداع، باعتبارهم أصحاب فكرة إبداعية في إعمال العقل.

وبحسب عنوان المؤتمر، الذي اختتم أعماله الأربعاء، (ركائز الابتكار)، فإن أهم ركائز لهذا الابتكار هو تحرير العقول، وجعلها تفكر "خارج الصندوق"، كما يقول الخبراء في هذا المجال، أما أن يتم الزج بالعقول المحلية الإبداعية في السجون، بسبب استخدامهم لعقولهم وإبدائهم للرأي في قضايا تهم البلاد، فإن ذلك يعد من أهم أسباب فشل هذا المؤتمر، بحسب تقرير مواطنين عبروا عن غضبهم لاعتقال عقول وأجساد أبناء البلد.

ومن المعلوم أن قضية معتقلي الرأي في الإمارات، وهم من أصحاب الشهادات الأكاديمية العليا وأصحاب فكر إبداعي ومنطق تجديدي، خرجت إلى الحيز العالمي، حيث أصبح موضوع المعتقلين الذين يتجاوز عددهم المائتي شخص محط أنظار مختلف المنظمات الحقوقية حول العالم، بل وأنظار الهيئات والمراكز البحثية المختلفة، خصوصاً أن من بين الأسماء المعتقل شخصيات معروفة على مستوى العالم وليس على المستوى المحلي فحسب.

ويرى مواطنون أن المؤتمر، الذي يهدف إلى أن يكون أكبر منصة في منطقة الخليج والشرق الأوسط لتبادل الأفكار الإبداعية وأفضل الممارسات لدعم روح الابتكار لتحقيق النمو المستدام في مجالات العمل كافة، قد تلقى صفعة قوية بورقة معتقلي الرأي، التي أصبحت لا تفارق أي مؤتمرات أو ندوات تتحدث عن الإبداع والتفكير وحرية الرأي والتعبير.

ويعد المؤتمر منتدى لجميع الخبراء العالميين والمحليين لمناقشة الأفكار الإبداعية والمكافآت من جميع أنحاء العالم إذ يهدف إلى جلب أحدث التطورات في نظام الاقتراحات والمكافآت من قبل العاملين بالمؤسسات والهيئات على المستوى الحكومي والخاص وكيفية تنفيذ هذه الاستراتيجيات والاستفادة منها.

وتداول المؤتمر علي مدار يومين موضوع الابتكار والإبداع الذي يمثل لمجموعة دبي للجودة مجالا من المجالات التي يتم التركيز عليها بشكل رئيس خلال العام الحالي إيمانا منها بأن "الابتكار هو صميم استراتيجيتها للنمو الذكي المستدام والشامل"، بحسب القائمين على المؤتمر.