قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: إن فترة الحروب بالوكالة والاعتماد على قيادة الجيوش الغربية تنتهي الآن في الشرق الأوسط، حيث أظهرت الدول العربية تنامي ثقتها في تنفيذ عمليات عسكرية في اليمن، بالتزامن مع قيادة الولايات المتحدة لتحالف ضد تنظيم "داعش" في سوريا، مما يزيد من احتمالية اندلاع حرب إقليمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرق الأوسط لم يشهد منذ حرب الخليج الأولى عندما اجتاح الجيش العراقي الكويت وانسحاب الجيش السوري من لبنان في 2005م دخول جيش عربي في حرب واسعة مع دولة مجاورة،لكن الأوضاع بدأت تتغير الآن.
وذكرت الصحيفة أنه باستثناء إسرائيل، فإن دول الشرق الأوسط تعتمد في مهاجمة أعدائها على وكلاء، أو دعم مجموعات إرهابية، أو مهاجمة مواطنيها خلال الاضطرابات الأهلية أو دعم مجموعات عرقية معينة أو أحزاب في دول أخرى، مضيفة أن دعم إيران للحوثيين في اليمن واحد من تلك الأمثلة.
وتحدثت عن أنه منذ حرب الخليج الأولى، شاركت دول شرق أوسطية في حروب ضد دول إقليمية أخرى ولكن كجزء من تحالف يقوده الغرب وبشكل خاص الولايات المتحدة، كما حدث في ليبيا عام 2011م، وكما يحدث الآن ضد تنظيم "داعش".
وذكرت أن الوضع مختلف في الحرب اليمنية حيث تقود السعودية ومعها دول عربية تحالفا تدعمه الولايات المتحدة استخباريا أو لوجستيا.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كان تنامي القدرات والثقة العربية من شأنها أن تقود إلى تدخلات عسكرية في سوريا بما في ذلك التدخلات البرية، في وقت قد تتسبب فيه بعض الحوادث الصغيرة في جر المنطقة كذلك إلى حرب إقليمية.
وأشارت الصحيفة إلى قيام مقاتلات سعودية الأسبوع الماضي باعتراض طائرتي شحن إيرانيتين كانتا في طريقهما لمطار صنعاء مما دفعهما للعودة مجددا إلى طهران، وقيام وزارة الخارجية الإيرانية باستدعاء القائم بالأعمال السعودي.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور "إفرايم كارش" المتخصص في دراسات الشرق الأوسط بكلية الملك في لندن والباحث البارز في مركز بيجن-السادات للدراسات الإستراتيجية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية أن الهجوم الذي تقوده السعودية في اليمن دفاعي خوفا من سقوط اليمن تحت النفوذ الإيراني، في وقت انشغلت فيه أمريكا بالبرنامج النووي الإيراني، مضيفا أن السعودية قد تتعاون سريا مع إسرائيل لمواجهة النفوذ الإيراني، كما حدث في حرب الخليج الأولى لمواجهة صدام حسين، لكنه شكك في إمكانية إقدام التحالف الذي تقوده السعودية على الدخول في حرب ضد النظام السوري، معتبرا أن سوريا ليست قريبة للسعودية كاليمن كما أن الجيش السوري أقوى من الجيش اليمني.