نقل رئيس وزراء فرنسا الأسبق «فرانسوا فيون» عن القيادة الأردنية وجود حالة ”إنزعاج“ كبيرة من ضعف الإتصالات والتنسيق مع المملكة العربية السعودية.
وتحدث «فيون» لدبلوماسيين التقاهم في العاصمة الأردنية عمان عن شعوره بـ«خيبة أمل» كبيرة في عمان من الجانب السعودي خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتشاور والتنسيق حول أفضل السبل لقيادة العالم الإسلامي والدول العربية في مجال مكافحةالإرهاب.
وكان «فيون» قد قابل مؤخرا العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني» على هامش زيارة خاصة قام بها إلى الأردن ونقل مشاعر خيبة الأمل الأردنية الرسمية التي استمع إليها لدبلوماسيين غربيين التقاهم بعد استقباله في القصر الملكي الأردني.
وتتحدث تقارير عن تراجع ملحوظ في منسوب ومستوى العلاقات الأردنية السعودية بعد انطلاق عاصفة الحزم مؤخرا.
وبرزت خطابات للعاهل الملك «عبدالله الثاني» وهو يتحدث علناعن ضرورة العمل على معالجة سياسية للأزمة اليمنية مما أظهر وجود خلافات مع الأردن الحليف القوي للسعودية.
وانضم لتحالف «عاصفة الحزم» ولعمليات القصف الجوي لكن الطائرات الأردنية لم تشارك في الطلعات الجوية الميدانية وإن وضعت في خدمة غرفة العمليات العاملة ضد الحوثيين وقوات علي «عبدالله صالح» في اليمن.
ويتم التعبير عن خلافات حول «عاصفة الحزم» داخل بعض الأروقة والإجتماعات.
وكان الجنرال الإيراني قاسم سليماني - القائد الأهم في فيلق القدس التابع للحرس الثوري والذي يشرف على العمليات العسكرية في سوريا والعراق - قد زار عمان في الخامس من مارس/آذار الماضي، وحل ضيفا على رئيس الاستخبارات الأردنية الجنرال «فيصل الشوبكي».
وقال موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي أن الزيارة - التي تمت بغطاء وتشجيع من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما - تشير إلى أن زعيما عربيا سنيا جديدا من أقدم حلفاء الولايات المتحدة - هو الملك الأردني «عبد الله» - قرر الاعتراف بالواقع الجديد بالشرق الأوسط، وأن يعبر الحدود تجاه طهران.
ويرى مراقبون أن عدم حماسة الأردن للتدخل العسكري في اليمن يرجع لاهتمام عمان أولا بالحرب على «الدولة الإسلامية»، ومن ثم لا تريد تصعييد المواجهة مع إيران التي تلعب دورا مهما في مواجهة تنظيم الدولة على أرض العراق.
وأشار تقرير لموقع ميدل ايست بريفينج أن العاهل الأردني يتبنى جهودا للمصالحة الإقليمية بين السعودية وإيران.
وذهب التقرير إلى أن الملك عبدالله الثاني يسبح ضد تيار القوة الموضوعي الذي يتشكل في المنطقة الآن. وكانت هناك فرصة أفضل لمحاولة تهدف إلى التوصل لانفراجة إقليمية في ربيع العام الماضي. ولكن السياق الحالي ليس موات لمثل هذه الانفراجة الآن.