قال مندوب السعودية في مجلس الأمن السفير عبد الله المعلمي، إن المملكة أثبتت قدرتها على الحسم والحزم في نصرة الأشقاء، وقادرة على تحقيق تطلعات الشعب السوري، من أجل الحفاظ على حريته وكرامته.
وأضاف خلال جلسة في مجلس الأمن الأربعاء، أن "المملكة لن تألوا جهداً في نصرة الشعب السوري، لنيل حريته وكرامته والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وتحقيق تطلعات أبنائها بمختلف طوائفهم ومعتقداتهم".
ودعا المعلمي المجلس إلى "تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك بيان جنيف، الداعي إلى إقامة سلطة تنفيذية ذات صلاحيات واسعة تساعد الشعب السوري على إنهاء معاناته، وإنشاء سلطة تحقق تطلعاته".
ونص بيان جنيف 1 برعاية الولايات المتحدة وروسيا، والذي صدر في 30 حزيران/ يونيو عام 2012، بشكل أساسي على تشكيل هيئة حكم انتقالية، تضم أعضاء من النظام والمعارضة.
ويبدو أن اللغة الواثقة التي تحدث بها المعلمي، استفزت مندوب النظام السوري بمجلس الأمن، بشار الجعفري، فشن هجوماً على السعودية التي أغضب نجاح حملتها ضد الحوثيين كلّ الموالين لإيران بالمنطقة، واصفاً تصريحات المعلمي بأنها "تحريضية" و"تدخل" في شؤون البلاد.
وتأتي تصريحات الجعفري الذي فقد نظامه السيطرة على معظم المدن السورية، بالحديث عن رفض التدخل السعودي في سوريا، بعد أن فتح نظام الأسد أبواب البلاد على مصراعيها لكل أنواع التدخل، ابتداءً من روسيا مروراً بإيران إلى حزب الله اللبناني وليس انتهاءً بميليشيات شيعية عراقية دموية ارتكبت عشرات المذابح المروعة، فضلاً عن ميليشيات أفغانية تابعة لإيران تملا صور قتلاها وكالة الأنباء الرسمية بصور تشييع من تصفهم بـ"شهداء الواجب المقدس" الذين لقوا مصرعم أثناء المعارك ضد الشعب السوري الذي يكافح من أجل حريته.
"العاصفة" مطلب سوري
وكانت عدة شخصيات بالمعارضة السورية قد طالبت بوصول "عاصفة حزم" إلى سورية، آخرها كان ما صرح به رئيس المجلس الوطني جورج صبرا، اليوم الأربعاء، من أن المعارضة في سوريا تستبشر بـ"عاصفة الحزم"، مضيفاً: "نحن نريد لعاصفة الحزم أن تمتد إلى سوريا، لتخليصنا من نظام الأسد الذي نسعى للإطاحة به منذ أكثر من 4 سنوات".
وأوضح أن "عاصفة الحزم مؤشر لبداية زمن جديد في المنطقة، لأن البغي الإيراني وصل إلى حدود لا تطاق".
وأعلنت قيادة التحالف العربي مساء أمس الثلاثاء، انتهاء عمليات "عاصفة الحزم"، بعد 26 يوماً من الغارات الجوية التي استهدفت معاقل الحوثيين في اليمن، في محاولة لوقف تمددهم على الأرض، وإفساح المجال أمام المقاومة الشعبية للتقدم وإعادة السيطرة على زمام الأمور بما يخدم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي اتهم في أكثر من مناسبة إيران، بدعم "انقلاب الحوثيين" على شرعيته.
ومنذ 15 مارس/ آذار 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري والإرهاب في مواجهة شعبه الذي وجد نفسه مضطراً لحمل السلاح للدفاع عن نفسه، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما تزال مستمرة حتى اليوم وخلفت أكثر من 220 ألف قتيل، و10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.