قالت صحيفة لوس أنجلس تايمز، الصادرة الاثنين، إن المملكة العربية السعودية بدأت تتخذ سياسة أكثر اعتماداً على النفس، بدلاً من سياسة الاعتماد على الحليف الأمريكي.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية، فإن أربعة أسابيع مضت على انطلاقة عملية عاصفة الحزم التي بدأتها السعودية بتحالف خليجي عربي من عشرة دول لضرب مواقع الحوثيين في اليمن، أثبتت أن السعودية تسعى لتطبيق سياسة خارجية جديدة، بدأت ملامحها مع وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الحكم عقب وفاة أخيه عبد الله.
وتابعت الصحيفة أن السعودية كانت سابقاً تعتمد بشكل أكبر على الولايات المتحدة، حليفها الأبرز، في حماية مصالحها النفطية وممراتها البحرية الحيوية، بالإضافة الى اعتمادها على سياسة خارجية أكثر اعتدالاً ودبلوماسية، غير أن وجود أخطار كبيرة على طرفي الحدود السعودية غير من نهجها السياسي.
وتشير الصحيفة، في معرض تحليلها الإخباري، إلى أن أبرز الأخطار التي تهدد المملكة تتمثل بالمليشيات الحوثية التي تعتقد الرياض أنها مليشيات تابعة لإيران في اليمن، وأيضاً وجود تنظيم "الدولة" في العراق.
وأنفقت السعودية مليارات الدولارات على تسليح قواتها العسكرية، غير أن تلك القوات ظلت بعيدة عن أداء أي دور في نزاعات الشرق الأوسط العديدة، حتى بالنسبة للتحالف الذي قادته واشنطن لضرب تنظيم "الدولة" في العراق وسوريا.
الملك سلمان (79 عاماً)، الذي تولى مقاليد السلطة في يناير/ كانون الثاني الماضي عقب وفاة أخيه، قبل نحو ثلاثة أشهر، سارع إلى وضع بصماته على إدارة شؤون البلاد الداخلية والخارجية، ولعل واحدة من أبرز تلك البصمات عملية الاعتماد على قيادات شابة في العديد من مفاصل الدولة.
وتنقل "لوس أنجلس تايمز" عن الإعلامي السعودي جمال خاشقجي قوله إن بصمات القيادة الجديدة بدأت تظهر من خلال اعتماد النهج الجديد الذي تمثل في "عاصفة الحزم" باليمن.
في حين يرى مصطفى العاني، رئيس قسم دراسات الأمن والدفاع في مركز الخليج للأبحاث، ومقره جنيف، أن عملية عاصفة الحزم استقبلت بفرح كبير لدى شعوب المنطقة الخليجية خاصة، وأنها أشرت إلى بداية مرحلة العمل الخليجي المستقل، ويضيف: "لقد شعر الخليجيون والعرب بالكرامة، إنها مسألة كرامة".
وترى الصحيفة أن الفرع اليمني للقاعدة قد يستغل الحرب التي تشنها السعودية على مليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح؛ لتوسيع وجوده، وهو ما تخشاه واشنطن.