أحدث الأخبار
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد

تدخلات إيرانية

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 10-04-2015


كان من المتوقع أن تتعالى الأصوات الإيرانية المنددة بعمليات عاصفة الحزم التي أوقفت الذراع الإيرانية الممتدة في داخل اليمن والوطن العربي، وأعادت للأمة العربية مهابتها ودورها التاريخي كقوة في المنطقة لها احترامها ووزنها وثقلها الإقليمي والدولي.

وكان من المتوقع أيضاً أن يبدأ الإعلام الإيراني بشن حرب نفسية ضد العرب من منطلق حقيقة الجذور التي تكمن في «النزعة الفارسية»، وهي نزوع بلغ ذروته مع قيام الثورة الإيرانية عام 1979. ولعل الباحث عبدالرزاق (الشرق الأوسط 27- 03- 2015)، كان أكثر دقة وتفسيراً في لمس هذه الحالة عندما قال: «أصبح إحياء النزعة الفارسية منهجاً في السياسة الإيرانية تجاه دول المنطقة، والذي يتمثل في إطار منهاج تصدير الفكر الثوري، والتغلغل في الشؤون الداخلية عن طريق تأجيج الصراع الطائفي بقصد زعزعة الاستقرار الداخلي لدول الخليج. وذلك بتعزيز نفوذ حلفائها من التنظيمات الطائفية المتشددة والجماعات ذات النهج الأيديولوجي المتطرف الموجود ضمن النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في دول المنطقة من أجل فرض الهيمنة الإيرانية».

وتأكيداً لدقة هذا المنهج يشير الباحث إلى تصريح حلنجي ميرزا الذي قال في 1822 ملخصاً هذا التوجه المنهجي بالقول: «إن الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة هو أن الخليج العربي من بداية شط العرب.. بجميع جزائره وموانئه بدون استثناء ينتهي إلى فارس».

وللاقتراب أكثر أيضاً في فهم مثل هذه الحالة والاطلاع على مضامينها التي وقع فيها الشعب الإيراني تحت تأثير مثل هذه السياسة التوسعية، يمكن قراءة ما قاله كاتب آخر حيث يكشف من خلاله بدقة ووضوح منهجية هذا التفكير وطريقة تعامل العقل الفارسي مع مثل هذه السياسات الطائفية، حيث يقول: «إن الإيرانيين ليسوا مذهبيين كما يحاولون الزعم لجذب انتباه الشيعة العرب، فهم أساساً قوميون ويستبطنون موقفاً سلبياً تجاه كل ما هو عربي سنياً كان أو شيعياً أو حتى نصرانياً، فالكل سواسية طالما جرت في أوردته الدم العربي»!

ولكن ما أريد التركيز عليه هنا هو النقطة الجوهرية التي تحدث عنها هذا الكاتب، وهي نقطة في غاية الأهمية لأنها تتعلق بمخططات العقل الإيراني التوسعية وما يتم طبخه ضد دول الخليج العربي، وهو الخرائط الاستفزازية التي تتعمد إيران نشرها بسرية بين الفترة والأخرى، حيث يقول: «لا يعلم الكثير أن إيران تنشر في الفترة الأخيرة خرائط لها كتبت عليها "سرية للغاية" ووصلت لنا، تحتوي على غالبية دول الخليج وكأنها جزء من الأرض الإيرانية».

المسألة إذن ليست مجرد مسألة دعم النظام الإيراني للميليشيات الشيعية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، ولا هي دوافع مذهبية أو إنسانية تحرك الدولة الفارسية، بل هي سياسة تدخل سافر في شؤون الدول العربية، وسياسة استهداف الأمن ووحدة الأمة العربية على يد جماعات إرهابية تحارب نيابة عن إيران لتحقق مصالحها التوسعية في داخل المنطقة العربية، وهي في الحقيقة استراتيجية بنتها إيران منذ زمن طويل تقوم على احتلال أراضي الغير واستغلال كل الوسائل لتكريس مثل هذا المنهج، والجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران نموذج لهذه السياسة.

الإيرانيون وقعوا صفقة مع أميركا على حساب مصالحنا نحن العرب، وهذه الصفقة يمكن أن تحول إيران إلى قوة إقليمية حليفة لواشنطن، وهي بذلك تريد إحداث حالة من الانقلاب في موازين القوى وخرائط المنطقة العربية.