رصدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تصاعد التوتر بين السعودية وإيران إلى مستويات غير عادية خلال الأيام الماضية على المستويين الخطابي والعملي، حيث اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي اليوم الخميس السعودية بارتكاب مجزرة وإبادة جماعية في اليمن، وحث المملكة على وقف ما وصفها بالجرائم الكارثية في أقرب وقت ممكن.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات "خامنئي" تمثل تصعيدا خطابيا للتوترات الإقليمية، واصفة تلك التصريحات بأنها عنيفة بشكل غير عادي خاصة أنها موجهة للمنافس الإقليمي الرئيسي لطهران.
واعتبر "خامنئي" أن قتل الأطفال وتدمير البنية التحتية والثروة الوطنية لليمن جريمة كبرى، مضيفا أن السعودية ستخسر بالتأكيد، واصفا تحركها في المنطقة بغير المقبول وطالب المملكة بوقف ما أسمته بالعمل الإجرامي في اليمن.
وتحدثت عن أن تصريحات "خامنئي" تأتي بعد يوم واحد من تحريك طهران لقطعتين حربيتين إلى شواطئ اليمن، وفي الوقت الذي أبرمت فيه أمريكا اتفاقا مبدئيا مع إيران بشأن برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات عنها، أعلنت واشنطن عن دعمها لتحالف "عاصفة الحزم" عبر تسريع وتيرة تسليم الأسلحة وما يلزم من استخبارات للتحالف، وهو الأمر الذي دفع "خامنئي" للإشارة إلى أن من الطبيعي على أمريكا أن تدعم القامع وليس المقموع.
ونفى "خامنئي" تدخل إيران في اليمن لكنه أشار إلى أن طهران ستستمر في دعم المتمردين الحوثيين.
من جانبه طالب الرئيس اليمني "حسن روحاني" السعودية وحلفائها بتذكر مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وإدراك أن العدوان ليس هو الحل، وحذر "روحاني" التحالف بأنه سيدرك قريبا أن ارتكب خطأ في اليمن كما فعل في لبنان وسوريا والعراق.
وتحدثت الصحيفة عن أنه وعلى الرغم من تصاعد الهجوم الخطابي، يدرس حكام الخليج ما إذا كان سيدفعون بقوات برية لتكملة الحملة الجوية، في وقت رفضت فيه السلطات السعودية الخميس السماح بدخول طائرة إيرانية تحمل معتمرين إيرانيين إلى المملكة، بالتزامن مع طلب برلمانيين ورجال دين إيرانيين من حكومتهم وقف رحلات العمرة التي تنظمها الدولة إلى السعودية.
وأبرزت الصحيفة تشبيه "خامنئي" للحرب السعودية على اليمن بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووجه اللوم بشكل غير مباشر لوزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان متهما إياه بعدم النضج السياسي.