كشف وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، الاثنين، أن السعودية طلبت من باكستان طائرات عسكرية وسفناً حربية وجنوداً.
جاءت تصريحات الوزير في مستهل جلسة برلمانية لاتخاذ قرار بشأن مشاركة إسلام آباد في تحالف تقوده السعودية، ويشن ضربات جوية على المقاتلين الحوثيين في اليمن.
وينظر السعوديون إلى باكستان على أنها واحدة من 3 قوى إقليمية، إلى جانب إيران وتركيا، قادرة على فرض تأثير حاسم على الشرق الأوسط، بحسب المراقبين، في حين يؤكد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، مراراً، أنه سيتصدى لأي تهديد "لسلامة أراضي" السعودية.
وقال آصف الذي زار تركيا أيضاً لمناقشة الوضع في اليمن: "طلبت السعودية طائرات مقاتلة وسفناً حربية وجنوداً"، دون أن يحدد المناطق التي تريد السعودية نشرهم فيها، وفقاً لما نقلته "رويترز".
وأضاف: "باكستان وتركيا قلقتان بشأن الإطاحة بالحكومة الشرعية في اليمن بالقوة من قبل لاعبين من غير الدول.. اتفقت باكستان وتركيا على أن استمرار الأزمة في اليمن يمكن أن يجعل المنطقة تغرق في الاضطرابات".
عارف رفيق، أستاذ مساعد في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، ذكر أن باكستان تتطلع إلى تلبية "الحد الأدنى" من توقعات السعودية، مضيفاً: أنه "من غير المرجح أن يكونوا جزءاً من أي عمل جاد داخل اليمن، وربما سيعززون الحدود".
وتعد السعودية الحليف المهم بالنسبة لباكستان؛ فتفشي التهرب الضريبي يجعل باكستان بحاجة لضخ منتظم للنقد الأجنبي لتفادي حدوث انهيار اقتصادي، وقد قدمت السعودية العام الماضي لباكستان 1.5 مليار دولار، واستضافت السعودية شريف بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري عام 1999.
لكن الانضمام إلى التحالف الذي تقوده السعودية قد يؤجج صراعاً طائفياً في الداخل؛ حيث هناك نسبة من الشيعة في باكستان، كما أن الهجمات على الشيعة تتزايد؛ مما يزيد من زعزعة استقرار البلاد المسلحة نووياً، والتي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة، بحسب "رويترز".
وربما يثير تدخل باكستان غضب إيران التي تتقاسم معها حدوداً طويلة مضطربة في منطقة تشهد تمرداً انفصالياً، وتشترك باكستان في حدودها الرئيسية الأخرى مع الهند التي تشهد أعمال عنف أحياناً كثيرة، ومع أفغانستان، حيث تشن القوات الباكستانية عمليات ضد المسلحين، ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الإيراني باكستان هذا الأسبوع.
ومن المؤكد أن باكستان تطالب بنوع من التوازن في العلاقات مع طهران، لكن في المقابل، فإن إيران لا تنظر بعين الرضا إلى العلاقات القوية بين باكستان والسعودية، وهذا أمر تضعه إسلام آباد في الحسبان.
ويقول محللون، إن الجيش الذي حكم باكستان لأكثر من نصف سنوات تاريخها منذ الاستقلال له القول الفصل، وحتى الآن يلزم قادة الجيش الصمت، في حين أن لدى باكستان نحو 1.5 مليون جندي في الخدمة والاحتياطي، لكن ثلثهم تقريباً ينخرط في عمليات على امتداد الحدود الأفغانية، ويقف الجزء الأكبر من القوات المتبقية في وجه الهند المسلحة نووياً، وينفذ آخرون خطة الحكومة الجديدة لمكافحة الإرهاب.
وقال الميجر جنرال المتقاعد محمد علي دوراني، وهو مستشار سابق للأمن القومي، إنه حتى على الرغم من أن السعودية "صديق خاص" لكل من الحكومة والجيش، فإن التدخل الباكستاني في اليمن قد يكون غير حكيم.
وأضاف دوراني: "إذا كان هدفه الدفاع عن السعودية ضد عدوان، على الرغم من التزاماتنا، فأعتقد أننا سنجد صعوبة في إرسال قوات"، معتقداً أن "إرسال قوات تابعة لنا إلى بلد ثالث سيكون خياراً صعباً بالنسبة لباكستان".